لو أن الدوريات الأمنية ألقت القبض على العاقين لوالديهم لكانت امتلأت السجون ولكانوا استأجروا جميع الشقق المفروشة في ينبع وضواحيها لتستوعب أعداد العاقين المتزايدة .
لم نكن نسمع بذلك من قبل وإن سمعنا عنه فهو لا يتعدى واحد في الألف أما الآن فلا يوجد بيت في المملكة لا يعاني من عقوق الأبناء ومن يقول غير هذا فقد ضلم نفسة .

الفضل في هذا العقوق يعود لوزارة التربية والتعليم فقد أهملت بل ألغت موضوع التربية وركزت على التعليم ويا ليتها أفلحت ولكنها لم تعد فالحة حتى في التعليم .
منعت ضرب الطلاب وقذفت بالعصى خلف أسوار المدارس والتقفها الطلبه فأصبحوا الطلبه هم من يضرب معلميهم ويحطمون سياراتهم ويحرقون ممتلكاتهم وتهديدهم بالقتل أحيانا فلم يكن من ذلك المعلم المستضعف إلا مصاحبة ذلك الطالب ليتجنب بطشته فأصبح يسامره في الكازينوهات والملاهي وعلى شواطئ البحر والمنتزهات ففقد ذلك المعلم المسكين هيبته أمام الطلبة وأصبح مجرد أجير يقوم بتدريس ما يريد منه الطالب وإلزاما عليه نجاح جميع الطلبة في فصله وإلا كان عقابه التحقيق من المدرسة وإدارة التعليم والضرب والعقاب الأليم من الطلبه فلذلك أصبحت نسبة النجاح الكاذب 99.9% .

الفضل أيضا يعود لوزارة الداخلية حيث استقبلت الوحي الخاطئ الذي أرسل إليها من المريخ بأن تعاقب الأب إن هو تجرأ وضرب ابنه أو زوجته فلذلك سمحوا بإنشاء لجان حقوق الإنسان التي تدافع عن الظالم وتعينه على المظلوم وهنا فقد الأب هيبته وأصبح مجرد ممول مادي لتلك العائلة . فنشأ جيل عاق ، فاشل ، صائع لا يعتمد عليه في أبسط الأمور والجاي أسوأ ثم أسوأ إلا أن يرحمنا الله .

أصبح الرجل العاقل هذه الأيام يمشي وظهره ملاصق للحائط خوفا من المافيا الشبابية المتسكعة في الشوارع وعلى الأرصفة ولا يستطيع أن يفتح فمه وإلا كان جزائه الضرب على قارعة الطريق .