هاني الظاهري

عزيزنا الأستاذ الفاضل / هاني الظاهري المستشار الإعلامي وكاتب الرأي في صحيفة الحياة ؛؛ كانت «التغريبة الينبعاوية» التي نشرتها يوم الثلاثاء 4 يونيو 2013 في الحياة وقلت بأنها تغريبة ذاتية لا علاقة لها بـ«التغريبة الهلالية» ولكن هي في الحقيقة تغريبة تلتقي مع السيرة الهلالية في أنها قراءة لفهم الذات والآخر مع اختلاف الرؤى والأحداث وإن كان لنا من تعليق عليها فإن تغريبتك كانت في البداية مليئة بالنوايا المسبقة على طريقة " من يتزوج بنية الطلاق " عندما قلت بأنك عازم على ألا تتجاوز سنة واحدة مهما حدث ؛ أي بقاؤك في ينبع ، وهذا يتضح أيضا في أنه لم تكن لديك رغبة أو حرص على إقامة علاقات اجتماعية أو صداقات،وأكدت ذلك بمحاولتك الهروب من أي رابط يربطك روحياً بمدينة غير الرياض ،، النقطة الثانية أنك وضعت يدك على الجرح فيما يخص واقع الخدمات البلدية المتردية في ينبع وهي نظرة قد لا يدركها تمام الإدراك إلا من يأتي للمدينة قادما لأول مرة ، وكانت مقارنتك صادقة جدا بين أوضاع «ينبع البحر»والمدينة الصناعية التي لا تبعد عنها سوى بضعة كيلومترات ، وذيلتها بعبارة رائعة تختصر واقع الحال بقولك " هي مسافة يمكن وصفها بالفاصلة بين زمنين مختلفين" والمأخذ الذي لا نجاملك فيه كان المنتظر أن يكون اندماجك في المجتمع أكثر، فأنت لا تنقصك هذه المهارة ولك قبول كما يبدو في أوساط الغرفة التجارية ومهرجاناتها فكان عليك أن تحضر للمناسبات الشعبية وتتغلغل في الأوساط الملائمة لتعرف أن الفلوكلوروالفن الينبعاوي ما زال قائما وان كان ليس كما نريد وحتى مع ما عللت به من عدم وجود فرع للثقافة والفنون . وعندما قلت
" وها أنا أكتب كلماتي هذه بجوار البحر في «ينبع البحر" خشيت أن تتغشاك لحظة من طلاسم الشاعر / ايليا أبو ماضي عندما قال :

أيّها البحر، أتدري كم مضت ألف عليكا
وهل الشّاطىء يدري أنّه جاث لديكا
وهل الأنهار تدري أنّها منك إليكا
ما الذي الأمواج قالت حين ثارت؟
لست أدري!
أنت يا بحر أسير آه ما أعظم أسرك
أنت مثلي أيّها الجبار لا تملك أمرك
أشبهت حالك حالي وحكى عذري عذرك
فمتى أنجو من الأسر وتنجو؟ ..
لست أدري!
ولكن الله سلم فأجرى على لسانك تباشير التفاؤل والمستقبل الأفضل ،، فكان فشلك الذي أعلنت عنه نجاحا تهديه إلينا ، أما الغصّة التي في حلقك كما وصفتها وأنت تكتب عن ينبع فهي يا أستاذنا الكريم غصة في حلوقنا جميعا ، وعلامات الحسرة تعلو الوجوه ، كأننا مجبرون على تأجيل الأحلام الى زمن آخر ، فلعلنا نتحرر من ربقة هذه الغصة الخانقة بما يبثه أمثالك من ” تغريدات " وليس تغريبات تعطينا مزيدا من الأمل وننتظر منك المساحة الأوسع التي أعلنت عنها بإصدار كتاب يحمل عنوان هذا المقال آخذين من تفاؤلك ما يبدد الغصات ويزيح عن كواهلنا الأسى والحسرات مستبشرين بأمير شاب نشيط ومحافظ قوي أمين ، داعين لك بطيب الاقامة بل ومؤملين أن تدوم اقامتك لنسعد بهذه الخواطر الصادقة من انسان صدوق .