لا شك أنها دعوة مباركة تستحق الاستجابة فالأستاذ على الحمادي من أنبل الرجال وأفضلهم خلقا وتعاملا وتواضعا .. وقد خدم المحافظة وعاصر ثلاثة من المحافظين وتدرج في مختلف المناصب الإدارية وأجاد فيها وكان جميع الموظفين يحبونه لما عرفوه عنه من سياسة وحسن إدارة . وقد قدر لي أن أرافقه في جولة تفقدية على العيص والمراكز المجاورة لها عندما كان مديرا لشؤون الموظفين فرأيت في تلك الزيارة من فنون الإدارة عجبا .. كان الموظفون فرحين بلقائه مستبشرين بزيارته وكانوا يخبرونه بما لا يعرفونه من أوجه النقص فيشرح لهم الإجراء الصحيح ويدلهم على الحل الأمثل لكل مشكلة .. هذه الطريقة لم أجدها في غيره من المفتشين الذين يتصيدون الأخطاء ويبحثون عن السلبيات فيطيرون بها . إنها طريقة من يحاول أن يقدم عملا متكاملا سليما من الأخطاء بعيدا عن النقص عن طريق نقل الخبرة والتوجيه والقدوة الحسنة .
وهو ابن من أبناء هذا البلد كان أدرى الناس بمشكلاته وحاجاته و كان يوصل ما يراه من وجهة نظر إلى من وضع فيه ثقته بكل أمانة وإخلاص ولذلك كان الساعد القوي لجميع المحافظين الذين مروا على ينبع وكانوا يثقون به ويستمعون إلى آرائه
نعم هو يستحق التكريم لقاء ماقدم ولقاء أنه ابن من ابناء هذا البلد لم يقصر في خدمته .. وإنني إذ أشكر الأخ أبو مشاري وهو السباق لهذا الخير وأشكر من سانده ودعمه وأبدى استعدادا للمساهمة في هذا التكريم وأضم صوتي إلى صوتهم .. إلا أنني أرى أن تكريما كهذا ينبغي أن يتصدى له ويقوم به الميسورون والمقتدرون ماديا الذين ظهرت وقفاتهم في تكريم من خدموا البلد قبله ولا أظنهم سيقصرون في ذلك وعلينا نحن أن نتولى المبادرة ونوجه لهم النداء ونرتب معهم الأمر وهم سيقومون بالباقي إن شاء الله . حتى نضمن لأبي حاتم تكريما لا يقل عن تكريم العمار وعن تكريم السلطان إن لم يكن أكثر
وهو بذلك جدير
المفضلات