( 5 )


فى اليوم الرابع , جاءت صفية بالحرقة وقالت لها : كونى قريبة منى ..وانتدبت فوارس قومها ورأست عليهم اخاها وانشأت تقول لهم والحرقة واقفة بجانبها :
[poet font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]

ياعمرو يا من أجار الحُرَقةْ=يا رأس شيبان الكماة المُعْرِقةْ
أكرم خيلىِ من سعى أو لحِقَهْ=والعجم صرعى جمعهُمْ مُفترقةْ
[/poet]
وقالت للحرقة : هذا آخر يوم بيننا وبين هؤلاء القوم , فاسفرى على عمرو واوصيه بما شئت . فاسفرت الحرقة بوجه زاهر وحسن باهر وانشدت :
[poet font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]

حافظ على الحسبِ النفيس الأرفعِ=بمدجّجين مع الرماح الشُّرَّعِ
واليوم يوم الفصل منك ومنهمُ=فاصبر لكل شديدة لم تُدفعِ
ياعمرو ياعمرو الكفاحَ لدى الوغى=ياليثَ غابٍ فى اجتماع المجمعِ
اظهر وفاءً يا فتى وعزيمةً=أتُضيعُ مجداً كان غيرَ مُضيّعِ

[/poet]
هجم الفارس عمرو بن ثعلبة , وهجم الفارس ظليم اليشكري , وهجم الفارس جدابة ,وهجم الفارس شهاب , وهجم الفارس شعثم , وهجم كل فرسان العرب فى هجمة واحدة فرّقوا بها صفوف العجم , ومزقوهم شر ممزق , وقتلوا اولاد الملك كسرى ,واصيب كسرى نفسه , فلم يجد مفرا من الإنسحاب مهزوما كسيرا , وغنم العرب غنائم لا تحصى من الذهب والفضة والديباج واللؤلؤ والدر وكل ثمين , هذا عدا النصر المبين الذى تفوقت به العرب على العجم وانتصفت منهم .

قالت الحُرَقة :
[poet font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]

المجدُ والشرفُ الجسيمُ الأرفعُ=لصفيةٍ فى قومها يُتوقعُ
ذات الحجاب لغير يومِ كريهةٍ=ولدى الهياج يُحلُ عنها البرقعُ
لا أنسَ ليلةَ اذ نزلت بسوحها=والقلبُ يخفقُ والنواظرُ تدمعُ
والنفسُ فى غمرات حزنٍ فادحٍ=ولهى الفؤادِ كئيبة اتفجّعُ
مطرودةً من بعد قتل أبوّتى=ما إن أُجارُ ولم يسعنى المضجعُ
ويئست من جارٍ يُجيرُ تكرماً=فأُجرت واندملت هناك الأضلعُ
وتواردوا حوضَ المنيّةِ دون أن=تُسبى خفيرةُ أختهم واستجمعوا
والح كسرى بالجنود عليهمُ=وطميحُ يردفُ بالسيوفِ ويدفعُ
وهمُ عليه واردون بطرفهم=والنصرُ تحت لوائهم يترعرعُ
[/poet]

الأهم من كل ذلك ان احدا من كل هؤلاء الفرسان البواسل الذين خاضوا الى الحفاظ علي الحرقة وعلى كرامتها بحور المنايا , لم يحاول ان يطلب ان يتزوجها , وهذه هى الرجولة الحقيقية ..بل أعطوها الف ناقة حملوها بجلّ ما غنموه من كسرى , واكرموها غاية الإكرام .

وقد تزوجت هند بنت النعمان بعد ذلك المنذر بن الريان احد ابناء الملوك وقد أسلم وقتل بين يدى الرسول صلى الله عليه وسلم فى وقعة أُحد هو وحمزة رضى الله عنه .

ثم أتت سعداً بن أبى وقاص رضي الله عنه فى الحيرة بعد وقعة القادسية , فأكرمها البطل سعد وحفظ لها مقامها وعاملها معاملة العظماء , وخرجت من عنده مغتبطة , وسألها الناس ما صنع بك الأمير ؟ قالت :"انما يكرم الكريمَ الكريمُ" .



[ALIGN=CENTER]تمت [/ALIGN]