من أمن العقوبة ساء الأدب هذا ينطبق حتى على الحيوان

فكان يحكى من قصص الأجداد أنه كان يا ما كان في قديم الزمان كان القط يشبه الأسد فإذا زئر و زمجر اهتزت أركان مملكة الفأران وانهالت على رؤسهم التربان ونعقت على جثثهم الغربان وكان الفأر لا يتجرأ على الظهور مطلقا خوفا من القط المتوحش حتى لا يمزقه إربا وإن فكر ذلك الفأر في الخروج من مخبئه ليبحث عن قوت يومه لا يخرج إلا ليلا وتحت حراسة مشددة من ذويه وشاكلته ولكن ومع مرور السنين أصبح ذلك القط كسولا يتسامر مع بقية القطط إلى الثانية فجرا ثم يذهب للنوم وفي الصباح يستيقض بعد جهد جهيد من النوم بعد التاسعة صباحا ويذهب لعمله يجرجر ذيله من النعاس والكسل إلى أن أصبحت هيبة ذلك الوحش الكاسر صاحب الشوارب المرفرفة المفتولة والمخالب القاتلة المسمومة تتناقص شيئا فشيئا إلى أن أصبح ذلك الفأر يسرح ويمرح ويصول ويجول كما يحلو له وذلك لعدم خوفه من القط ذلك الوحش الكاسر انعدمت هيبته وصغر حجمة وأصبح بحجم الصرصور بل أن الفأر أصبح يترك له فتات المائدة ليقتات عليها فأصبح يضل مختبئاً في أنابيب الصرف والمجاري فعاش الفأرعيشة الأبطال وأصبح يمتطي صهوة الخيول ويمتطي ظهور الأسود بل وظهور الفيلة وأصبح هو الآمر الناهي وعلى الجميع السمع والطاعة .

أحد الفأران المفترسة في جدة
http://www.roro44.com/2012/04/11/7636.html