[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=right]
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته ..
شكرا أستاذي أسير الغرام على هذا الطرح الهام وماأثريت به الموضوع من تعليقات ومعلومات وقرائن وتسجيلات ..
وشكرا أساتذتي الموقرين على مداخلاتكم وأرائكم السديدة والمعلومات القيمة , وارجو أن أكون أساتذتي عند حسن الظن بي ..
والحديث عن التراث يطول ويتشعب ، وهنا سأقتصر بمداخلتي على الأغاني والأدوار فقط حسب ما اتجه اليه الموضوع ..
وتعلمون أساتذتي أن تراث أو فلكلور أي اقليم في هذا العالم اما أن يكون أصيلا ( أي وليد البيئة أومجتمع الاقليم ) ، واما أن يكون مهاجرا ( أي وافدا أو دخيلا ) وهذا القسم غالبا مايتلاقح مع التراث المحلي ويخرج بمزيج ذي هوية مختلفة وربما تتشكل له هوية مستقلة خصوصا بتأثره بالخصوصية المحلية أو مع مرور الوقت والحقب الزمانية والمكانية ، لذا نلاحظ اختلافات في الكلمات ( أو اللهجات ) وكذلك اختلافات لحنية تؤثر على جوانب من الفلكلور وليس جوهره ..
والعلاقة بيننا وبين اقاليم البحر الأحمر ومدنه وقراه هي واقع حاصل كما يحصل بين جميع الأقاليم في العالم ..
وكما هاجر سكان من هنا الى الصعيد والسويس وسيناء والشام واليمن والسودان حدثت هجره عكسية من هذه الأقاليم الى هنا والى الجزيرة العربية عموما ، ونلاحظ نفس هذه الامتزاجات الثقافية في الخليج العربي فنجد في الساحل العربي الايقاعات الهندية والفارسية وغيرها ، وكذلك في اليمن ، فهنا سكان وهناك سكان تربطهم صلات الدين واللغة والثقافة والدم ..
هنا مبدعون وهناك مبدعون ، وهنا شعراء وهناك شعراء، ومثل ماأخذنا منهم أخذوا منا ..
كل هذا يعتبر تراثا ويدعي كل طرف ملكيته التراثية له ( وهذا أمر طبيعي ) ، ويبقى التميز وحسن الأداء هو مايميز كل طرف عن شقيقه أمام المتلقي ..
وتميزت ينبع بلون فريد اكتسبته من ثراء فنونها الأصيلة ( كالرديح والخبيتي والحدري والجمالي والأدوار والأغاني والمواويل المحلية ) ، واكتسبته ايضا بتميز موقعهاعلى طرق قوافل الحج والتجارة وتركيبتها السكانية ، فعلى أرض ينبع تلاقحت فنون وافدة من حلب والشام ( مايصطلح على تسميتها بالقدود الحلبية ) ومنها مثلا لاحصرا ( عمي ياجمال _ قدك المياس _ منين يابا وغيرها ) واصبحت تؤدى بالطريقة الينبعاوية ، وبالمناسبة فان مصطلح ( الطريقة الينبعاوية ) أصبح يقره ويعترف به كثيرون من أساتذة ورواد الموسيقى ، وايضا هناك أدوار من السويس ومن الصعيد ومن اليمن ، وحتى ( الرجيعي ) المعروف في شمال المملكة أتذكر وتذكرون أنه كان يؤدى في ينبع النخل والبحر ممتزجا بهوية محلية ( المؤسف أن هذا اللون اندثر من ينبع ولايعرفه الشباب ) ..
وكذلك الموشحات الأندلسية الموجودة على خريطة الموسيقى الشرقية من المغرب الى مصر الى الحجاز الى الشام وتركيا وايران وبلاد السند ، ولجمال تلك الموشحات وتطورها الذي أحبه الناس انتشرت واحتفظ بها الزمان والمكان ، ناهيك عن تطورها الزمني وتأثرها بتلك الأقاليم ، ولكن نرجع الى بلاد المغرب العربي لتتبع أصلها وأصالتها كأقرب الأقاليم الى بلاد الأندلس ..
كونت ينبع بموقعها الفريد , وتراثها الأصيل ، وامتزاجها بكافة التراث من الشرق والغرب ومن الشمال ومن الجنوب هوية مستقلة بها ..
وبدوري قلت ورددت كثيرا في الصحف أن ينبع تعتبر العاصمة الفنية للجزيرة العربية ( ليس المملكة فقط )، ولازلت على أتم الاستعداد لاثبات مقولتي هذه بالشواهد الفلكلورية الماثلة لدينا واقعا يعرفه ويقره الجميع ..
أما الأغاني الحديثة المعروف ملحنيها وكتاب كلماتها ومؤديها مثل (العزول لام كلثوم _ مين عذبك لعبدالوهاب _ بتروحلك مشوار لفيروز ) وخصوصا التي وصلتنا عبر وسائل الاعلام والاتصال وأهمها قديما المذياع فهي ملكية مثبته لاصحابها وتخضع لقوانين منظمة ..
أود هنا أن أشير الى بعض الأدوار والأغاني الينبعاوية الأصيلة التي عرفنا أصحابها من كبار السن
وهي ينبعاوية لاجدال عليها .. منها مثلا لاحصرا ..
_ دور ( ودعتك الله يالعيون السود ) وهو لعمر بطيش الذي عاش فترة في اليمن وعدن .. ويعود تاريخ هذا الدور ( من خلال قراءة لكلماته القديمة ) الى ماقبل قيام حملة محمد على باشا على الحجاز ..
_ (آه ياليله ) وتنطق محليا ( ياليلو ) وهذا الدور ذكروا لنا أنه من أناشيد ثورة الشريف حسين على الدولة التركية التي انطلقت من قرية المبارك بينبع النخل ، ونتذكر اللازمة التي تترد خلاله ( والله الحجاز منصور ) وتغيرت الى ( والله العيون السود ) ..
_ دور (أنا عبيد عبدك ) ذكر لي العم علي الرويسي الله يطول عمره ويمده بالصحة والعافية وجدي لأمي محمد صالح أبوزيدان الذي عاش قرابة المئة وعشرين عاما أو يزيد يرحمه الله وغيرهما ذكروا لي أنه للفنان والشاعر حميدي بن بلال الفنان ، وكان أحد أبرز وأمهر صناع ألة القانون في ينبع .
_ أغاني فنان ينبع الكبير (حسن عبدالرحيم بطيش ) وهي من كلماته والحانه ، ويزيد عددها عن العشرين ، وهي معروفة ..
_ وبالمناسبة اتذكر ألحانا قدمها الفنان الكبير نعيم لطفي زارع يرحمه الله ، والفنان سعد محلاوي الله يطول عمره ويمده بالصحة والعافية
وغيرهم ، ويسوقني الحديث الى تذكرأغنية أو دور ( سنبوكي راسي في المينا ) التي وفقني الله مع الأستاذ علي باحكيم في اعطائه روح الكلمة واللحن الينبعاوي ، ونجحت لدرجة أن البعض كان يعتقد أننا اقتبسناه من تراث قديم ..

ارجو أن أكون أدليت بما يفيد ..
وبما يدعم تراث هذه الأرض الطيبة وأهلها الكرماء ..
مع خالص تقديري وتحياتي ..
أخوكم وتلميذكم ..
عبدالرحمن الفايدي
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]