رسالة الرجل الصغير
بلند الحيدرى


وأمسِ يا أماه
مررتُ قرب دارنا
وكدت أن أُقتل قرب دارنا
ولم أخف
وما ارتجف
صغيرُك الصغيرُ يا أماه
لأننى عرفت ان الموت قرب دارنا حياة

لا تضحكى
كونى ولو لمرةٍ
امى كما اريدها أن تكون
تبصر فى عينيّ ظل والدى الكبير
وقلبه الحنون
وصوته الجهير
فلم أعد _ والله _ مذ مررت قرب دارنا
صغيرك الصغير
لأننى عرفت أن الموت يا أماه
عرفت أن الموت قرب دارنا حياة

لاتيكى يا أماه
كونى ولو لمرةٍ
أمى كما اريدها أن تكون
اكبر من حالمة
تخاف ان يُقتل قرب دارها
صغيرها الصغير
تخاف أن يصلب فى السجون
صغيرها الصغير
تخاف أن احمل فى عيني ظل والدى الكبير
تخاف أن اصير
اكبرَِ من صغيرها الصغير

لا تضحكى
لا تبكى يا أماه
فأمس قرب دارنا عرفت ان الموت لايخيف كالحياة
ولم يخف
وما ارتجف
صغيرك الصغير
لأننى حملت فى عينيّ ظل والدى الكبير