__________________


رأي الشعراء أحمد الدبيش وعايش الدميخي وشتيوي الرفاعي

وعلى هامش ليلة الشاب باسم عواد أبو غندر كان لنا شرف الالتقاء بالشعراء أحمد الدبيش وعايش الدميخي وشتيوي الرفاعي وتم تذاكر ماتم في ليلة رديح أبو غندر وما دار فيها من لغط حول مخالفة بعض قوانين الرديح وإن كان قد تم تجاوزها رغبة في إنجاح ليلة رجل اشتهر بين الناس بالوفاء إلا أن من حق المتابعين أن يعرفوا الحقيقة وهل ما تم ينسجم مع ما تعارف عليه الناس من تقاليد لهذا الموروث حيث تم مناقشة وجود ردين من أصحاب الديرة لصف من الضيوف . وعدم استلام صف أملج لمشتكى في لحن مستقل . وتقابل صفين من الضيوف ( أبو مديدة والفدعاني ) في أحد الألحان





وقد بدأ الشاعر الكبير أحمد الدبيش رأيه بالقول أن التمسك بالقوانين والأعراف الموضوعة لا يمكن أن تتسب في إفشال الليلة وإنما الذي يتسبب في إفشالها وتفكيك عراها عروة بعد الأخرى هو الخروج عن هذه القوانين وتجاوزها . وهي قوانين متوارثة عن الأجداد ومن برنا بآبائنا وأجدادنا أن نحافظ على تراثهم ويسعنا ما وسع الذين قبلنا من ضرورة المحافظة عليه

وبخصوص رد عايش وشتيوي على ترحيب أملج بعد رد أبو هريويل يرى الشاعر أحمد الدبيش أن أهل الديرة ليس لهم إلا رد واحد ( وهو يعني أن عايش وشتيوي والهريول وعايد يمثلون أهل الديرة ) . ورغم تداخل شتيوي في محاولة إقناع أبو نايف وبيان وجهة نظره إلا أنه كان متمسكا برأيه أن أهل الديرة لا يمكن أن يصدر عنهم ردان على صف واحد .

ثم انتقلت دفة الحديث إلى اعتذار عايش وشتيوي عن الاستمرار في الرديح وبدا لي أن أبا نايف مستغرب من ذلك ؟

أما عايش وشتيوي فكان ردهما أنهما جاءا للوقفة والخدمة مجاملة لراعي النوب ولم يكن في نيتهما اللعب لولا إصرار عواد أبو غندر على استلامهما اللحن الأول وكان ذلك برضى واتفاق تام من الجميع ولذلك فهما المسؤلان عما يدور في الصابية من كسرات في هذا اللحن الموكل إليهما وهما المكلفان بالرد على أي ترحيب أو مشتكى يأتي من أي صف ولا ينبغي لأحد أن يقحم نفسه في أمر تم الاتفاق عليه مسبقا .

وقد وافقوا جميعا على أنه تم هضم حق صف أملج في عدم استلام لحن مستقل بمشتكى خاص بهم . ولكنهم أثنوا على أخلاق شعراء أملج وحمدوا لهم تصرفهم الحكيم في هذا الموقف

وحول رأيهم في الدعوة التي عادت إلى الظهور بالمناداة بتكوين مكاتب للرديح أبدوا جميعا رفضهم لهذه المكاتب بالنسبة للشعراء والموافقة عليها بالنسبة للبحرية

أما بخصوص الاعتزال فالشاعران عايش وشتيوي يريان أنه أمر شخصي نابع من قناعة بنيت على ما يتعرضان له أحيانا من منغصات وعدم احترام من أشخاص في سن أبنائهم وأحفادهم دون اعتبار لعاملي السن والمقام .. وليس بالضرورة أن يكون الدافع له الرديح وما يثار فيه ولكن عدم الاحترام هو السائد للأسف الشديد بين أوساط الشباب بصفة خاصة والمجتمع بعامة .بما تهيأت لهم في العصر الحديث من وسائط رائعة للنشر ولكنهم قاموا بتسخيرها للشر بدلا من استخدامها لخير المجتمع ومحاولة إصلاحه .







رأي الشاعر عايد الفايدي
__________________



أما الشاعر عايد الفايدي فقد أبدى رأيا عاصفا ووضع النقاط فوق الحروف بصورة قاطعة وبدون أي مواربة حيث قال ليس من حق عايش وشتيوي أن يردا بعد مردودنا .. هذه هي الأصول .. كما أنه كان بإمكان صف أملج أن يستمر في لحنه ويغني مشتكاه ونستمر بالرد عليه لولا تدخل جبارة العروي وإقناعهم بالتوقف

وهذان الخرقان تما في لحن واحد في بداية الألحان على أيدي من نعدهم حماة للموروث ومحافظين عليه


لماذا لا تجتمعون مع بعض وأنتم تمثلون صفا واحدا ؟

هذا أمر يطول شرحه ؟

ولكن المتابعين يريدون أن يعرفوا

الحقيقة أنه تمت عدة محاولات من طرفنا للالتقاء ولم الشمل ولكنا لم نجد منهم الأرضية المناسبة للاتفاق .. كيف يتم الالتقاء و الطرف المقابل لا يعترف بك أصلا ويرى أنك لا تستحق الوجود على خارطة الموروث نحن لا نستطيع أن نجتمع مع من يرفض وجودنا أصلا ولا يقبل بنا إلا كتابعين له وعلينا أن نسمع ونطيع فقط
حتى نلتقي ونتفاهم ونصبح جسدا واحدا لابد أن ننأى بأنفسنا عن نظرة الاحتقار والدونية ونقف على أرضية مشتركة من التكافؤ والاعتراف بنا كشعراء وكصف متكامل لا يحتاج إلى أحد قدر حاجته إلى التعاون والالتقاء في جو من الود والآساسيات المشتركة .

هل سبق لكم أن لعبتم مع بعض ؟

لا

لماذا ؟ ألم يحدث بينكم أي اتفاق مطلقا؟

أصدقك القول أننا أحسنا الظن بهم انطلاقا على ما نحمله في نفوسنا من تسامح وعفوية وجئنا على كلامهم في رديح عواد أبو هلال حيث تم الاتفاق معهم على أن يستقبلوا لحن ليحان مع صف جدة ونحن نستقبل لحن سلام مع صف أملج .. ولكن صف أملج لم يحضر فقلت لهم بعفوية اكملوا لحن زمانين . فاستلموا اللحن بعد صلاة الفجر وأخذوا يمططونه إلى الساعة العاشرة والنصف يتجررون كلاما بلا فائدة وليس له هدف إلا إطالة زمن انتظارنا وتطفيشنا وضياع الليلة علينا .. هذا وجه من أوجه التعاون معهم

ما رأيك بعزمهم على اعتزال الرديح وإعلان ذلك ؟

هذا لا يعنينا في شئ .. البقاء دائما للأصلح والرديح باق وسيدوم وقد يزدهر وتنصلح أحواله .

ولكن اعتزالهم يصب في مصلحتكم . فسوف يهجرون الساحة وهم شعراء كبار فتخلو لكم ويتم تسيدكم من بعدهم ؟

نحن أسياد الساحة ونحن أرباب الرديح حتى في وجودهم لدينا شعراء ولدينا جيش من الرداحة والمغنين والراقين والمحيسين وقارعي الزير وضاربي الدفوف والبواردية ولم نكن عالة على أحد في يوم من الأيام ! نحن الذين نسير بدفة الرديح إلى بر النجاح .ونحن الذين نمنح المتابعين المتعة . ولك أن تقارن بين الليالي التي أحييناها والليالي التي أحيوها وبين الكلام الذي قلناه والكلام الذي قالوه وبين التزامنا بتقاليد وأحكام الموروث والتزامهم .. وحكم الناس يرضينا .
اعطني ليلة واحدة توليناها وفشلت .. أما أنا فسأعطيك العديد من الليالي التي قاموا بها وتجللت بالفشل !!! خذ عندك مثلا رديـــح .....

وقبل أن يحتدم النقاش قاطعته : هل أكتب هذا الكلام ؟

قال نعم اكتبه عني واروه على لساني فهذه حقائق مشهودة ولدي الكثير مما أقوله وأستشهد به إذا كان لديك وقت !!



قلت له لا .. شكرا .. يكفيني هذا !!!

ولكن أريد أن أوجه لك آخر سؤال عن رأيك في الدعوة إلى تكوين مكاتب للرديح تؤمن الشعراء والبحرية للمناسبات بمقابل مادي ؟

أرفض ذلك رفضا باتا وهذا رأيي من قديم ولن أتزحزح عنه فالصف يجب ان يكون مكتملا بشعرائه وبحريته ولا يلجأ إلى طلب المكاتب إلا شاعر عاجز ليس عنده صف مكتمل أو محبون مشفقون على الموروث ساءهم وجود شعراء يأتون إلى الرديح فرادى بلا بحرية ولذلك تمنوا وجود احتراف للبحرية يلعبون مع أي شاعر حتى لو أخذتهم من هنا للعب مع شعراء أملج أوأتيت بهم من أملج للعب في ينبع وهذا خروج لا نقبله ولا نرضاه على أنفسنا

بالله كيف نذهب لراعي النوب نساهم في فرحه ونشارك في واجبه ونقدم له الواجب ثم نطلب منه نقودا مقابل ذلك هذا عيب لا نرضاه على أنفسنا ولا على موروثنا
ولا يمكن الفصل بين الشعراء والبحرية لأن الدعوة في الأساس تقدم من راعي النوب للشاعر والبحرية تابعون للشاعر يمشون معه حبا وتقديرا وإعجابا والتزاما ولن يدفعهم المال للتنقل بين الصفوف كالنائحة المستأجرة مهما كانت المغريات ومن يطالب بهذه المكاتب أو يوافق على وجودها فالأفضل له أن يغادر الساحة ويتركها لمن يعرفون أصولها ويتمسكون بقوانينها