لاتزعل يالبندر
سؤال وجيه ومن حقك كمواطن ان تسال عن كل كبيرة وصغيرة
اما عن موضوع اعانة عابر السبيل فهي من المهمات التي اقرتها الدول الاسلامية اي دولة الخلافة فيتم صرف اعانة عابر السبيل من بيت مال المسلمين في حالة ثبوت ان عابر السبيل بحاجة الى زاد او مؤنة تعينه للمكوث حتى مغادرة الديار ليصل الى ديار اخرى واستمرت هذه الاعانة حتى الدولة العثمانية .

اما وان حلت الدولة السعودية فان نجاح الملك عبدالعزيز –تغمده الله برحمته – في بطولته التاريخية واستعادته الرياض فجر يوم الخامس من شوال 1319هـ الموافق الخامس عشر من كانون الثاني (يناير) 1902م (1) بمثابة فجر جديد للجزيرة العربية وللشعب السعودي بل للعرب والأمة الإسلامية بعامة ، فلقد أطل ذلك القائد المؤسس على جزيرة العرب بالأمن الذي تثبت في أرجائها، فنعم به المواطن والحاج والمعتمر وطالب الرزق وعابر السبيل ، وقد أولى الملك عبدالعزيز الأمن عنايته الخاصة منذ انبثاق فجر دولته في الرياض وأثناء انشغاله في توحيد أجزاء البلاد لما للأمن من أهمية في حياة الناس ؛ لأن ذلك يُعَدُّ مؤشراً هاماً على مدى قوة ومتانة أي نظام سياسي واستقراره.
ولهذا ما إن مكن الله – سبحانه وتعالى – للملك عبدالعزيز النصر بعد دخوله الرياض حتى أخذ بقانون السماء المنزل على نبيه e ، فأمر بتطبيقه تمشياً مع منهج أسلافه من آل سعود الذين ناصروا الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوته السلفية ، قال تعالى : { الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}(2) ، فطبق بذلك شريعة الله في أرضه متخذاً من القرآن الكريم دستوراً لبلاده ، وعيّن قضاته ، وأمرهم بالعمل بهديه ، كذلك أمر أمراءه وعماله بتنفيذ أحكام الشرع، وامر باعانة الحاج والمعتمر وطالب الرزق وعابر السبيل فكانت كل ناحية يضمها الموحد لدولته تنعم بالأمن وتطبيق الشريعة الإسلامية السمحة، فسارت دولته بذلك على هدي من الكتاب والسنّة، ولا ريب أن تطبيق الشريعة الإسلامية وبخاصة الجانب الجنائي منها كان له أثره الفعال ودوره الإيجابي في استتباب الأمن للجميع ؛ لأن الشريعة الإسلامية في جانبها الجنائي جزء من الدين الإسلامي ، والدين يأمر بمكارم الأخلاق ، ويحث على التعامل بالحسنى ، ويدعو إلى الفضيلة وقمع الرذيلة ، ويوجب على المسلمين التعايش في أمن وسلام ، ويدعم دائماً مقاومة الفرد لبواعث الجريمة، ويقوي من عزيمته على كبح جماح الشر الذي يعصف بالنفس الأمارة بالسوء