الأخ نحو الهدف :
سؤالك في البداية مشروع ، وتعقيبك عليه سموع ،، وإليك هذه الرؤية الشخصية عن مكامن الجمال في ينبع :
أعرف ما يجول في خاطرك وبحسن نيتك وما تريده ونريده جميعا لمدينتنا الحبيبة ينبع ،، حيث المقصود في هذه الأبيات الشعرية السابقة في تعقيبي هو الارتباط العاطفي والانتماء الذي يدخل فيه حب الوطن بالمجمل ،، وهو ما يندرج تحت المميزات الطبيعية والربانية التي وهبها الله لينبع ،، ولا أقصد الشوارع المحفرة ، ولا الأرصفة المكسرة والحدائق والأشجار التي أتلفها العطش والإهمال ،، فلو أسقطنا الحديث على الخدمات والمشاريع البلدية وسوء نظافة الأحياء والشوارع فسوف لن تجد أحدا يرضى عن مدينته في كل أنحاء المملكة ؛؛ فنقص الخدمات والبنية التحتية والاهتمام بالجوانب السياحية للأسف هذه متروكة للاجتهادات الشخصية والتخطيط الفردي الذي يهدم ولا يبني ويتلف ولا يجدد على ما بناه السابقون ،، فنحن لن نتحدث عن مدينة فكتوريا الواقعة على ساحل محيط الباسفيك بحدائقها الغناء وغاباتها العذراء ونشاطاتها السياحية وشلالاتها المتدفقة ،، فأولئك أناس اسسوا مدينتهم على تخطيط سليم ورؤية واضحة ،،

أحدثك عن ينبع التي اكتسبت جمالها وجاذبيتها من طبيعة أجوائها ، وتعدد مميزاتها ، لكن إذا جئنا للامكانيات والمشاريع التي تبرز محاسن المدينة فلن تجد الاهتمام الذي تستحقه هذه المدينة ،،

وعلى سبيل المثال :
ينبع فيها أجمل وأفضل أماكن الغوص ؛؛ لكن أين الجهة التي تهيء وتنظم وتبرز هذه الميزة ؛؛ للأسف لا توجد ، وينبع فيها الكثير من المعالم التراثية برية وبحرية وجبلية ؛؛ لكن هل توجد جهة تتبنى العناية بهذه الأمور ورعايتها !! لا توجد للأسف مجرد لجان تجتمع في السنة مرة أو مرتين ،، وينبع تشتهر بأرقى أنواع الفنون الشعبية التي انتشرت منها لجميع الأماكن ،، لكن أين الجهة أو الجمعية التي ترعى هذه الفنون وتنظمها ،، للأسف لا توجد ،،
إذن نحن أمام وضع متروك للظروف والاجتهادات وتحت رحمة القرارات ورغبات المستثمرين الذين لا يضعون ريالا إلا عرفوا كم تكون أرباحه مقدما ،،لكن بصراحة لو كنا متفائلين بوضع ينبع الحالي وتحسن أوضاعها حتى ولو كان تحسنا كمشي السلحفاة فأستطيع أن أختصر لك جولة لزائرك وضيفك العزيز ،،:
فلو زارك زائر وأردت أن تصطحبه بجولة احرص على أن تختار أفضل وأجمل ما يمكن وهذا تصرف طبيعي فأنت في بيتك تخفي عن الضيوف كل عيوب البيت وتبرز أجمل ما فيه عند المداخل وفي مجلس الرجال مثلا ،، ولابد أن تأخذ في الاعتبار أن ينبع مدينة ساحلية ولابد من إبراز مميزاتها في هذا الجانب حيث لكل مدينة ما يميزها وبناء عليه ؛؛ فسوف تأخذ زائرك صباحا لسوق السمك يشاهد المزاد على الدكة ويتعرف على أنواع الأسماك وطريقة البيع والشراء وهناك يشاهد رصيف الصيادين ومراكبهم ثم تذهب به لمتحف الثروة السمكية وهناك يجد ما يسره من الأسماك المحنطة وأدوات الصيد ويتعرف على بعض من تاريخ النشاط البحري ،، ثم تستأذن من إدارة الميناء للدخول إلى ساحة الميناء ومشاهدة السفن الراسية وهي تفرغ حمولتها ،، وبعد الخروج من الميناء تصطحب زائرك في جولة على منطقة ينبع التاريخية وهي على الرغم من تهدم منازلها وسوء أحوالها لكنها تعتبر منطقة معبرة عن حقبة تاريخية بما تحويه من منازل ذات الرواشين والمشربيات الجميلة ، وهناك تجد أحد أعضاء لجنة أصدقاء التراث يعرفكم على سوق الليل وبعض الوكالات التجارية ،، وفي ظني هذه الجولة تكفي لمنتصف النهار،،، ثم تبدأ المرحلة الثانية من الجولة بعد العصر؛؛ تذهب به لمنطقة الشرم وتقف قليلا أمام بحر (العيقة ) لترى المتسبحين في البحر صغارا وكبارا وتكمل جولتك على شاطئ الكورنيش مرورا بالفرن الذي أنشئ في مناسبة زيارة ملك مصر فاروق واجتماعه بالملك المؤسس عبد العزيز آل سعود عام /1364هـ وبهذا تكون فترة غروب الشمس قد حانت فتختار لك مكانا مناسبا على حافة الكورنيش أو بين ساحاته الخضراء وتستمتع بالمنظر الجميل مع أمواج البحر وطيوره المحلقة وما أن تغرب الشمس حتى تشاهد أرتالا من السيارات تصطف على جانب الكورنيش وكل واحد معه عائلته لقضاء أجمل اللحظات مع أطفالهم فللحق كورنيش ينبع أصبح وجهة للمتنزهين على الرغم من النقص في محتوياته وصيانة مرافقه ،، وإذا وجدت فرصة لابد من زيارة ينبع الصناعية فهي جزء مكمل لينبع الأم بما تحويه من حدائق وشواطئ ومصانع ومراكز تجارية وثقافية ،،

أما إن كان تركيزك على الشوارع والحفر والمطبات وسوء التخطيط والإهمال الملحوظ وفوضى المرور والمواقف والمطاعم المليئة بالأجانب والبقالات ومحلات التستر والمناطق العشوائية ، وفوضى الأحياء واللمبات المكسرة ؛؛ فأعتقد أن زائرك لن يكون سعيدا بهذه الزيارة أبدا فهذه العلل هي التي تقض مضاجعنا ، وهي التي تجعل من المدينة نهبا للعابر وملاذا للمقيم والسائل .....

عزيزي نحن نعاني من ظاهرة نستطيع تسميتها بالفوضى العمرانية ، وفوضى الشوارع الرئيسية ناهيك عن الأزقة الداخلية والشوارع الفرعية فكأننا لا نعرف شيئا عن تخطيط المدن على أسس ودراسات علمية ، فقد يأتي أي موظف أو مسؤول فيلغي شارعا ويمسح دوارا ، ويقلع أشجارا معمرة ويهدم أثرا تاريخيا بحسب رأيه الشخصي ومعرفته القاصرة ويظن أنه يحسن صنعا ، ولا أحد يحاسب أحدا ، ولا جهة تراقب جهة ، وكل في فلك يسبحون وهذا هو واقعنا في معظم مدننا وحاضرتنا ،،

وأخيرا أردد قول الشاعر:


[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أحبك حيل يا ينبع كثر ما أزهرت أشجار=احبك كثر ما البحار يعشق نسمة بحوره
احبك كثر ما قلنا قصايدنا من الأشعار =احبك كثر ما الشاعر تمنى حب جمهوره
احبك كثر ما شفنا على وجه الزمن آثار=احبك كثر ما قلنا عن الأحوال مستورة
احبك كثر ما دارت بذهن الحالمين أفكار=احبك كثر ما في الخير ناس بالخير مذكورة
احبك كثر ما نرمى حكايات الحطب للنار=احبك كثر ما نسمع حكايا حب مشهورة
عسى نحو الهدف نمشي ولا نيأس من التكرار= ومهما خانة الأحلام يجينا صبحك بنوره


[/poem]