أنا أعلق على الموضوع بناء على عبارة أوردها الأخ العزيز : الشاهين في رده على الأخ أبو رافع وهي :

( ان كنا أصحاب تعصب وعنصرية وتلك من الجاهلية والجهل ..اذا لماذا توافقنا الحكومة على تعصبنا وجهلنا وتفتتح مركزين ؟؟ )

نعم لماذا يوافق المسؤولون ويؤيدون التعصب ؟ سؤال وجيه جدا .

وأقول : بأن الموافقة تأتي أحيانا بناء على مقترحات يقدمها المسؤولون المعنيون بالأمر والقريبون من الوضع ،، وهذه المقترحات غالبا ما تكون ( كحل وسط ) لإرضاء بعض الأطراف
وتجنب المشاحنات مستقبلا التي تـُفسّر بأنها انتصار طرف وانهزام الطرف الآخر ،،

ومما أعرفه في هذا الشأن أن ينبع النخل كان بها مركز إمارة أو ما يشبه هذا المسمى بقرية السويق ، وفي قرية الجابرية كان يوجد بها ( مأمور) وذلك قبل نظام المحافظات والمناطق وكانت الإدارات الخدمية والشرطة والمجمع القروي والجهات المسؤولة كلها في السويق ، وأما المأمور في الجابرية فكان دوره أقل لخدمة القرية باعتبار أن القرية كانت عامرة وسوق الجابرية كان أيضا عامرا وبخاصة يوم الجمعة ..وعندما جاء نظام المناطق والمحافظات والمراكز الجديد آنذاك أجمع الرأي بأن يكون مركز السويق هو الباقي تحت اسم ( مركز ينبع النخل) فلم يرض هذا بعض الأطراف ورفعت الشكاوى للمسؤولين وجاءت لجنة لدراسة الوضع وكانت اللجنة مقتنعة بما تم ولكن مراعاة للظروف وامتصاص الغضب قررت اللجنة بقاء الوضع كما هو فبقي مركز ينبع النخل هو الرئيسي ومركز الجابرية كما هو وضعه السابق مع العلم أن ما بين المركزين لا يتجاوز 2 كيلو تقريبا ...
هذا ما أعرفه عن هذه القضية التي ربما يفسرها البعض بأنها تحمل نوعا من التعصب للقرية كما هو السائد في مجتمعنا وللأسف ( تعصب للحارة وتعصب للنادي وأيضا تعصب للقبيلة )

وعودا على بدء باستخدام عبارة الأخ الشاهين :
ان كنا أصحاب تعصب وعنصرية وتلك من الجاهلية والجهل ..اذا لماذا توافقنا الحكومة على تعصبنا وجهلنا ؟؟ )

نعم أوافقك الاستنتاج تماما يا أبو مشاري وهذه الموافقة نجيرها بمحاولة اللجان إرضاء الأطراف ونتيجة لعدم حزمها في مثل هذه الأمور حتى لا يستفحل التعصب ويستشري في مجتمعنا ،، والدليل على ما أقول هو ما حدث في موضوع مصليات العيد في ينبع النخل التي كان بها 16 مصلى للعيد بينما محافظة ينبع لم يكن بها آنذاك إلا مصلى واحد فذهبت اللجنة لاختصار هذه المصليات بدلا من هذر الأموال وكلها تحتاج إلى تسوير وخدمة وتجهيز فقررت اللجنة اختصارها لثلاثة مصليات فقط موزعة توزيعا يراعي الوضع الجغرافي والسكاني ،، فتكررت المشكلة نفسها شكاوى ومطالبات وصلت لأمير المنطقة ولكن الحزم والاقتناع من المسؤولين في الدوائر العليا فرض هذا التعديل واقتنع الناس به ،، ومثله يحدث في المقابرحيث عشرات المقابر في وادي ينبع وكل مقبرة تحتاج إلى حراسة وتسوير وخدمات ...وأعتقد أن المجتمع بتطوره ورقيه سيتغلب على بقايا هذه النزعات ، وبالحزم ممن يتولون هذه الأمور لانجد الحكومة
توافقنا على ما نريده بدون وجه حق ، وهنا لا نبرئ أنفسنا من هذه النزعة فكلنا نقع في هذا المحظور أحيانا بدوافع نفسية قد لا نتنبه لها ولكن على الإنسان مجاهدة نفسه للتغلب عليها ..

وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نهى الصحابة عندما اعتزى أحدهم بالمهاجرين والآخر بالأنصار؛ حيث قال في الحديث الصحيح: ((أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟! ))؛ فكـيف بمن يعتزي - بابناء قريته أو ابناء حارته أو قبيلته ليستنجد بهم وينتصر على الطرف الآخر إما بتنفيذ مشروع مدرسي أو خدمي أو بناء مسجد يرى أن قريته أولى بها من القرية الأخرى ...
والحل يكمن في اتباع تعاليم الدين، وزيادة الحس الوطني لدى الشباب ، أما الكبار فأعتقد أنه قد يصعب السيطرة على بعضهم كما أن لوسائل الإعلام والتعليم والمنزل والتربية دور مهم في تعزيز الهوية الوطنية وترويض الأفكار وتطوير النوازع للوضع الإيجابي .