لم تترك لنا شيئا يا أبا سفيان وأبو ممدوح خير من يقال عنه مثل هذا الكلام فقد خدم مليكه ووطنه الكبير بإخلاص وحماس وخدم أبناء مجتمعه ووسعهم بأخلاقه العالية وصفاته الحميدة فكان مثالا للتواضع وطيبة النفس لا تراه إلا مبتسما ولا يلقاك إلا هاشا باشا وهي صفات المؤمن التي حث عليها الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وقد انعكست على نفوس جميع العاملين معه في هذا المجال فكان تواضعهم كتواضعه وتعاملهم كتعامله .

أما ما حققه على صعيد عمله من قفزات نوعية فإننا ما نزال نراها ويتردد صداها في مطار ينبع من تنظيم وحسن إدارة ورحلات متتابعة إلى العديد من دول العالم

وإنه ليعز علينا فراقه في مركزه الذي ألفناه فيه وإخلاصه الذي عرفناه به ولكن سنة الحياة ماضية ومن كان على مثل ما عليه أبو ممدوح من بشاشة وحسن خلق سيظل حاضرا في قلوب الناس بالمحبة ومذكورا بينهم بالخير وسيرد اسمه على ألسنتهم كلما ذكر المخلصون من أبناء البلد أو جاءت سيرة مطار ينبع على لسان

أما الصورة التي اختارها أبو سفيان لتنشر مع هذا الخبر الذي صاغه أستاذنا بأسلوبه الأدبي الأخاذ فقد جاءت معبرة عما يجيش في النفس من مفردات الوداع وأعوام الكفاح وعما يكنه أبو ممدوح للمطار وللعاملين في المطار الذين يبادلونه حبا بحب ووفاء بوفاء

فإلى حياة سعيدة هانئة يا أبا ممدوح نتمناها لك ونسأل الله أن يحفظك ويحفظ أولادك وأهلك
ويريك منهم ما تحب
وفقك الله وسدد خطاك