[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ياللأسف يامليح الوصـف=زعـلان مـنـك ولَكِـنَّـكْ
أغريت بي في علوم الحرف=واحرجتني في مجال فنَّكْ
إن كان مني حصل تقصيـر=ارجو العفو والعُـذر مِنَّـكْ
مالك في نفسي سوى التقدير=لولا الوفا ما سألـتْ عَنَّـكْ
[/poem]

أوافق الأستاذ أبو مبارك اليوبي فيما أشار إليه وما أشار إليه قبل ذلك الأستاذ الماسترو بأن الكسرتين موزونتان لأنه لايمكن لمن يملك عنان الحرف ويتحكم في زمام الشعر العربي كأستاذنا الزقزوق أن يأتي بكلام غير موزون فهذه من بديهيات الشاعر .. ولكن اللبس هنا جاء من اللهجة فالكسرة كما يقول أستاذنا الوافي في تنظيراته عنها محكية يتناقلها الناس عن طريق السماع ولم تعتمد على الكتابة إلا في العصور المتأخرة وعندما تكتب فإنها تضطرنا في بعض الأحيان إلى مخالفة قواعد الإملاء لتصل صحيحة إلى القارئ .. وكثير من الكسرات نظن أنها غير موزونة حينما نقرؤها ولكنا حين نسمعها من قائلها يزول هذا الظن .. وأظن أن دور الغناء الموجود في لعبة الرديح أخترع من أجل هذا الجانب إذ لا يمكن أن تقبل الكسرة من الشاعر إلا بعد غنائها فالغناء هو الذي يحدد إن كانت الكسرة موزونة أم لا أما إذا لم يتمكن المغني من ( شيلها ) فإنها حتما غير موزونة .

وفي كسرة الشاعر القدير مصطفى زقزوق الأولى يظهر جليا تأثير اللهجة لأن الإشكال الذي لم يتقبله البعض فيها جاء في كلمة ( مجال ) في الغصن الثاني وكلمة ( سألت ) في الغصن الأخير من الكسرة الثانية ولو أعطيت هاتان الكسرتان لمغن لغناهما بسلاسة لأنه سوف يتجاوز الألف في (مجال) لتصبح ( مجل ) مراعاة للهجة وسيحذف التاء قسرا في سألت كما قال الأستاذ أبو مبارك لالتقاء الساكنين اللام والتاء أما بقية الأغصان فهي سليمة جدا ولا تعتورها أي هنة من الهنات

بل أن الكسرتين بعامة جيدتين جدا في موضوعهما ( العتاب ) وأعتبر انضمام شاعر كبير كالزقزوق لقافلة الكسرة مكسب كبير سينطلق بها إلى آفاق من الانتشار والذيوع لدى متابعي شاعرنا ومحبيه ويكسبها توهجا لدى الطبقة المثقفة من عشاق الشعر الفصيح