محلل شخصيات: «الجاني» يعاني من اضطراب إثر حادثة في الماضي
الحياة - ينبع
حكم المكتب القضائي الثاني بالمحكمة العامة في ينبع أمس، على المقيم المتورط في قتل الخادمات الموصوف بـ «سفاح الخادمات» بالقتل تعزيراً، إضافة إلى مصادرة سيارته وهاتفه المحمول.

وعلمت «الحياة» أن الجاني «عوضة» سجل رفضه للحكم الصادر من فرع المحكمة العامة في ينبع، مؤكداً استئنافه ضد الحكم.

وكشفت تفاصيل الحادثة قبل عامين ونصف العام، وبالتحديد في أول أيام عيد الفطر المبارك، عندما أعلنت شرطة ينبع ممثلة في شعبة التحريات والبحث الجنائي القبض على الجاني المتورط في قتل خادمات المنازل، والذي أثار وجوده حالاً من الرعب، إثر تواتر أخبار اختفاء الخادمات بين سكان المحافظة.

واعتـــرف الجاني بقتل ثلاث خادمات في ينبع بعد استدراجهن، واغتصابهن، وقتلهن، وإخفاء ملامحهن، ومن ثم إلقاء جثثهن في أماكن نائية.

واعترف سفاح الخادمات المعروف باسم «عوضة» أن أولى جرائمه جرت في الثامن من رمضان العام 1428هـ، عندما تعرف عبر الهاتف على خادمة آسيوية تدعى «حليمة»، فتطورت المكالمات إلى علاقة حميمة انتهت باستدراجها للقاء عابر ثم إقناعها بالهرب من كفيلها، وتواعدا على اللقاء على كورنيش ينبع الشمالي، وغافلت حليمة الأسرة وصعدت إلى سيارة قاتلها الذي اصطحبها إلى إحدى الاستراحات حيث اعتدى عليها جنسياً، وقتله بضربه بعصا، وخنقها بوسادة، وحملها إلى طريق ينبع النخل، وألقاها في منطقة رملية.

بينما وقعت جريمته الثانية على كورنيش ينبع الصناعية في 22 جمادى الآخرة في العام 1429هـ، عندما رصد خادمة آسيوية تجلس بمفردها قرب مواقف السيارات، ودخل معها في حوار قصير انتهى بإقناعها على الصعود في سيارته، وانطلق بها سيارة الجاني المستخدمة في تنفيذ جرائمه في ينبع ... وفي الإطار «سفاح الخادمات» في قبضة الأمن. إلى منطقة معزولة، حيث اعتدى عليها جنسياً وشنقها، وعزز فعلته بثلاث ضربات بقذفها بحجر على رأسها، ثم أخفى الجثة في كيس ودفنها في موقع غير بعيد عن مسرح جريمته، وعاد إلى منزله بشكل اعتيادي.

وحملت جريمته الثالثة تفاصيل مروعة في 19 شعبان 1430هـ، عندما اعترف باستدرج خادمة آسيوية من جسر المشاة في حي العصيلي، وأقنعها باصطحابها إلى منزله، واعتدى عليها جنسياً في غرفة نومه، لكن الضحية فلتت من بين براثنه وهربت من الغرفة أمام مرأى زوجته وأطفاله، فلاحقها إلى الشارع، وسدد إليها ثلاث طعنات كانت كفيلة بإسقاطها أرضاً وسط بركة من الدماء، فحمل جثتها في سيارته وعاد بها إلى منزله، وسكب عليها كميات كبيرة من المادة الحارقة، وتوجه بالجثة إلى منطقة صحراوية، وتخلص منها قبل أن يعود إلى منزله.

محلل شخصيات: «الجاني» يعاني من اضطراب إثر حادثة في الماضي
الثلاثاء, 28 فبراير 2012

رأى محلل الشخصيات الدكتور سامي الأنصاري في حديثه لـ «الحياة» في تحليل شخصية سفاح الخادمات، أن صور الجاني تدل على حدوث اضطراب في الشخصية إثر حادثة وقعت له في الماضي.

وأوضح الدكتور سامي الأنصاري أن تصرفات الجاني تنبىء عن شخصية مضطربة فمن خلال إسقــــاط المعايير التي تدل على هذه الشخصية تتـــضح جلياً في سلوك هذا الشخص، مبيناً أن سمات الشخصية المضطربة تتمثل في العجز عن الامتثال للمـــعايير الاجتماعية والغش والخداع وتكرار الكذب واتخاذ أسماء مستعارة والاحتيال على الآخرين لمآرب خاصة، والعدوانية الزائدة، والاعتداء البدني كالقـــتل والإضرار بالآخرين مع عدم استشعار الندم واللوم.

وأكد محلل الشخصيات أن مثل هذه التصرفات العدوانية لا تحدث من شخص مصاب بالانفصام، أو لديه نوبات هوس، مضيفاً «لذلك نقول أن تصرفات الجاني تدل على أنه مضطرب اضطراباً مضاداً للمجتمع، وهذا النوع من أخطر أنواع الاضطرابات في الشخصية».

وانكشفت خيوط قضية «سفاح الخادمات» بعد سقوط شبكة عائلية من جنسية عربية تخصصت في تزوير بطاقات الهوية، وتجميع أخرى شبيهة من الهويات المسروقة والمفقودة وكروت العائلة واستمارات السيارات الخاصة التي تسجل تحت اسم مواطن في منطقة جيزان دون علمه، لاستخدامها في ينبع، إضافة إلى استخدام الهويات المزيفة للحصول على بعض الخدمات والتحايل على نظام «السعودة»، والعمل في مهن مقصورة على المواطنين، ومنها البيع والشراء في السوق المركزي للخضروات والفاكهة في ينبع.

ودل السائق الخاص «أبو أيوب» فور القبض عليه على أفراد الشبكة الذين سقط منهم أخوه الأصغر وأبناء خاله ومعارفه الذين كان من بينهم «سفاح الخادمات « الذي رحل مع باقي المتهمين إلى المدينة المنورة لشعبة التزوير، لكن أعيد إلى ينبع بطلب من الشرطة عقب الحصول على مقاطع جنسية في هاتفه المحمول، يحتوي على معاشرته لعاملة من جنسية آسيوية، إضافة إلى وجود صور للعاملات اللاتي لم يتمكن من قتلهن، حيث أفاد بأنه يستطيع الاتصال عليهن للتأكد من وجودهن لإبعاد شبهة القتل عنه. ولم تقنع دفوعات السفاح الأولية عن الصور ومقطع الفيديو شعبة البحث الجنائي، وكانت كفيلة بالتحري عنه بشكل مكثف بعد ترحيله للمدينة من خلال الاتصال على معارفه الذين أكدوا أن له علاقات مع عاملات آسيويات، وكانت إجابة أحد معارفه وجاره في نفس الحي عند سؤاله عن مشاجرة قديمة في الحي أمام منزل السفاح يتوافق تاريخها مع تاريخ مقتل خادمة بداية فك طلاسم اللغز، حيث ذكر دون تفكير ورود اتصال من نجل السفاح «مرزوق» يفيده بأن والده يتشاجر من إحدى الخادمات في الشارع، وطعنها أمامه، وعند حضوره للموقع ادعى السفاح بأنها عاملة منزلية على كفالة أخته أحضرها لتنظيف البيت، دون أن يبلغه بقتلها، كما أخبر أبناءه بأنها خادمة عمتهم ويريد تأديبها.