هذا الشاعر ( الماسترو ) شاعر متمكن وجدير وكسراته تشد السامع وتفتح له آفاقا من التأمل في صياغة المعنى تجعله يقف عندها طويلا فيمتلئ بها إعجابا

ولكنه ( للأسف ) بفسد كسراته عمدا بحرف يستطيع أن يتجاوزه إلى ماهو أفضل منه كمن يجني على نفسه و يطرف عينه بإصبعه وهذا التعمد يكاد يكون لازما في جميع كسراته فيحولها فجأة من شعر مبدع إلى شخصنة لا تهم المتلقي بل أنها تفسد عليه متعته
وهذه الكسرة خير مثال ولننظر

حرف ألادب والمعاني تاج ........ يا مدعي القيل في جالـه
الناس تحكم على الانتاج ........ ما تشــتري حب ونخالـه

( حرف الادب والمعاني تاج) مطلع جميل وقوي وصادق ويمتلئ حكمة ومثالية
(الناس تحكم على الانتاج) حقيقة واضحة وظفها توظيفا متقنا لخدمة المعنى ويمكن أن يجري هذا الغصن مجرى المثل لخفته وسلاسته

( ما تشتري حب ونخالـه) مثال محسوس آخر لتأكيد المعنى أيضا بل أن البيت كله صدرا وعجزا هو مما يضرب به المثل ومما يشير إلى أنه شاعر مختلف جدا

ولكن تأملوا الغصن الثاني كيف حول المعنى إلى قضية شخصية وكيف صار لغما ينسف جمال الكسرة ويجعل الشعراء يتهيبون منها ويتحاشون الدخول في متاهاتها

أنصح أخي الماسترو وأنا مخلص ومعجب أن يخلص كسراته من هذه الخصوصية المفرطة وأن يحررنفسه من هذا الأسر وأن ينطلق بنا إلى آفاق أشمل ومعان أرحب حتى نبحر معه ونستمتع
فما أجمل كسراته لولا ...