قطرة الدم غالية جدا وتوفرها قد يكون سببا في إنقاذ حياة إنسان كما أن فقدها قد يتسبب في وفاته . ولذلك تحرص بنوك الدم على توفير الدم ونشر التوعية بالتبرع به قبل أن تحين الحاجة إليه ويصبح المريض في سباق مع الزمن للحصول عليه

وما يقوم به بنك الدم في مستشفى ينبع العام من أفكار خلاقة وحملات متتابعة لتوعية المواطنين والمقيمين بأهمية الدم وضرورة التبرع به ينبغي أن نشير إليه بكثير من الإعجاب والتقدير وقد بدأت الحملة كما أخبرني الدكتور عبد الرحمن صعيدي بالشركات الكبرى والفنادق ثم امتدت إلى الجوامع . والجوامع في نظري هي أكثر التصاقا بحياة المواطنين وأدعى إلى الاستجابة بما يقال فيها أو ينفذ عن طريقها .. وأظن أن اختيار جامع الإمام محمد بن إبراهيم بالبندر كبداية لهذا الحملة جاء اختيارا موفقا وجديرا لأن هذا الجامع بمصليه وإمامه الدكتور سامي المباركي عود الناس على الخدمة المجتمعية والاندماج في الحياة العامة لما يتوفر فيه من حب متبادل وتواصل حميم بين الإمام والمصلين ومانراه من مظاهر هذا التواصل من دورات رياضية ومن اجتماعات واحتفاءات في الأعياد والمناسبات ولذلك جاءت الحملة كما يرجوه القائمين عليها من سرعة التجاوب وتحقيق الفائدة .. أكثر من أربعين رجلا كانت حصيلة الحملة في وقت قياسي من العصر إلى العشاء وعمل متواصل بحب وإخلاص من الفنين والأطباء ومؤازرة من المواطنين واجتماع لهذا الغرض بين متبرع ومحرض ومبادرة إلى المساهمة في إنجاح هذا العمل الخير من مستشفى سمير صعيدي العام حتى أتت الحملة أكلها نجاحا باهرا ينبغي أن يستثمر ويستمر

وإذا رصدنا ملامح هذا النجاح فإننا نكتشف أن الحملة كانت إنسانية مخلصة بدأها مدير بنك الدم الأستاذ عبد الرحيم الصواب جزاه الله خيرا واستحسنها وشجع على تنفيذها مدير القطاع الصحي الدكتور عبد الرحمن صعيدي وتسلم زمام الدعوة إليها والتوعية بها الدكتور سامي المباركي وتدافع المواطنون لإنجاحها برغبة وحب فرأينا كهولا وشبابا وصبيانا يتدافعون إلى مقر الحملة ورأينا وكيل محافظة ينبع الأستاذ علي الحمادي يسارع إلى افتتاحها ويبدأ بنفسه بالتبرع لها ووجدنا رئيس الغرفة التجارية الأستاذ إبراهيم بدوي يدعمها بحضوره وتبرعه بدمه ورأينا بعض موظفي المستشفى وفي مقدمتهم مدير القطاع الصحي ومدير مكتبه الأستاذ عبد العزيز حادي يرابطون في مقر الحملة خارج وقت دوامهم يستقبلون المتبرعين ويساهمون بفعالية في مجرياتها ورأينا الكثير من المواطنين ما بين متبرع ومحرض وداعم وفي مقدمة هؤلاء الأستاذ محمود عودة مزين والأستاذ إبراهيم مرزوق كرسوم والعديد من أطفال الحي الذين سيكون لتواجدهم مردودا إنسانيا رائعا في غرس مبادئ الخدمة الاجتماعية في نفوسهم

هذه التظاهرة تدل على أننا أمام عمل خير مبارك ومخلص وإذا استمرت هذه الحملة وأحسب أنها ستستمر فقد أخبرني الدكتور عبد الرحمن صعيدي أنه تحادث مع الشيخ عبد الرحيم الزلباني إمام الجامع الكبير في هذا الخصوص وإذا تولاها هذا الرجل فدعوها فإنها ناجحة بإذن الله
أما نحن فلا نملك إلا أن نشكر صاحب الفكرة الرجل المخلص الأستاذ عبد الرحيم الصواب ونشكر العاملين من فنيين وأطباء ورحال إسعاف ونشكر المتبرعين بدمائهم فردا فردا ونشكر المواطنين جميعا

ونسأل الله للجميع الصحة والسلامة والتوفيق