وهذه واحدة من قصائده يصف فيها ينبع وأحياءها القديمة ، قالها بعد أن سمع من يلومه لشدة حنينه إليها
[poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
أمن تذكر أكل الحوت بالرطب = أعرضت عن لذة العناب والعنب
أم شوق نفسك " للمعدوس" أورثها = كراهة التين والرمان والقصب
أما ترى النيل في تلك البطاح جرى = فجاء من رؤية الأزهار بالعجب
فكيف تحزن بالأرياف من أسف = على ديار شراء الماء والحطب
نعم أميل لهاتيك الديار ولو = أصبحت فيها عديم المال والنسب
أحبها وأحب القاطنين بها = وإن جفوني بلا ذنب ولا سبب
أما وحرمة ما في البحر من سمك = وما حوى الحوت من رأس ومن ذنب
ما النيل عندي سوى نيل الترشف من = ماء " العصيلي " إذا ما صب في القرب
شوقي إلى "القاد " في الأحشاء يوقد من = نار اشتياقي إلى " منجارة " العرب
ومهجتي في رصيف " البنط " ما برحت = رهينة لم تحل عنه ولم تغب
وصورة " الصور " في الأحشاء صورها = قلبي و " حلة عبس " غاية الطلب
وفي " الخريق " فؤادي ضاع وآسفي = على الخريق بذاك الحي في لهب
قد شاب رأسي ولو إني نظرت إلى = " باب الشبيبي " لكان الرأس لم يشب
أهوى الوقوف لدى " باب الحديد " لكي = أرى مصابيح " سوق الليل " كالشهب
في " رقعة السمن " لي قصد ولي غرض = وعند "سوق الفواتي " منتهى أربي
يا فوز من كان موجودا هناك إذا = قام الحراج وصار البيع في الرطب
والمشترون له حازوه وانقلبوا = بنعمة في الفواتي خير منقلب
ياأهل ذاك الحمى كيف السبيل إلى = قلبي الذي نشأ في حبكم وربي
ناديته يوم ترحالي أحدثه = بإنني راحل عنه فلم يجب
من ذا يلوم على شوقي إلى بلد = العيش في غيره للقلب لم يطب
ما عاقني عن رجوعي في أماكنها = إلا تراكم أحزاني بموت أبي
ما بال دهري إذا ما رمت نجدته = في مطلب ساءني بالعكس في طلبي
من لي برد أويقات لنا سلفت = في ينبع الخير والآمال والأدب
خير البلاد وأرجاها وأقربها = نفعا وأرجحها كسبا لمكتسب
وكيف لا وهي من دون البلاد غدت = بابا لبلدة طه المصطفى العربي
أرجو وآمل أن الله يجعلني = فيها مقيما مدى الأيام والحقب[/poem]
[align=right]
العصيلي ماء خارج ينبع أما الآن فإنه من أكبرأحياء ينبع
القاد ، والمنجارة ، الصور ، حلة عبس ، الخريق كلها أحياء قديمة في ينبع
رصيف البنط : الميناء
باب الشبيبي : صهريج قديم لخزن مياه المطر في ينبع
باب الحديد : شارع قديم بينبع
رقعة السمن : موضع في السوق يباع فيه السمن والعسل
سوق الفواتي : موضع في السوق يباع فيه الرطب[/align]
بتصرف من كتاب ينبع ( سلسلة هذه بلادنا ) للأستاذ عبد الكريم محمود الخطيب
المفضلات