هذا الموضوع الذي خطه يراع الدكتور ياسر حادي لعله يصف الواقع المتردي للمرض الذي أخذ ينتشر في الجسم ولم يكافح مبكراً قبل استفحاله وانتشاره وأما أن يكون قد بلغ الرأس فالرأس للجسم تبع فأنى أن يعالج عضو بمعزل عن الآخر !!

إن كثيراً من المثالب الإدارية – من خلال نظرتي الشخصية - في واقع مؤسساتنا ومؤسساتنا القريبة منا على وجه الخصوص تتمثل في سوء الاستعمال الإداري واستغلال النفوذ أياً كان نوعه وجنسه لتطويعه لمصلحة شخصية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .
والأكثر هو ما يتمثل في الرقيب الهارب من أي مسألة حقوقية بتجاهلها تماماً كذلك الأحمق الذي قال : ( لقد قرأت كثيراً عن أضرار التدخين في الصحف فقررت الامتناع عن قراءة الصحف ) فهو لا يتجراً أن ينظر في مسألته فيحيل الأمر بكل ما أوتي من قلم ليحفظ في أدراج المهملات أو يحيله إلي من تظلمت منه ليرد عليك أو يتجاهلك ؟!
إن كثيراً من المسئولين من حولنا يقول عكس ما يكتب ويكتب عكس ما يفعل ويعتقد أنه ناجح في إدارته وأن العله كل العله في فريق عمله ولا يدري أنه من المطففين ، فالمسائل الحقوقية للموظف ينأى عنها كل النأي فأعذاره جاهزه ووسائل الإقناع متوفره لديه بالجمله في المقابل يهرول في تنفيذ الجزاءات وتأخير الحقوق وإخفاء الميزات!!
وكل هذا في نظري ليدرك الجميع أن المنزله التي وضعها الله للمقسطين ليست لكل أحد أن يبلغها قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

وشتان بين المطفف والمقسط !!