أشكرك يا أخي على هذه النصيحة الغالية وما أحوجنا للتمسك بها ولا أخفيك أنني تمنيت التطرق إليها قبل الآن فقد أسرف الناس في مثل هذه العادات المذمومة من تتبع عثرات الناس وعوراتهم والتركيز عليها ونشرها في المجالس والمنتديات كما ساهمت مواقع الانترنت ومنتدياته في تفشي هذه الظاهرة بحيث استطاع ممتهنها أن يبث ما يشاء من غيبة ونميمة وتلفيق وتحريض ليرضي هذا الخلق السيئ الذي جبل عليه دون أن يعرفه أحد
وما درى المسكين أن الله مطلع على كل شئ وأنه محاسب عن كل ما يقول وأنه سيواجه عليه أشد العقاب

ولست أدري حقيقة ماالذي يعود على مثل هذا الشخص من الاعتداء على الأعراض والقذف والشتم وما الذي يشعر به عندما يقوم بعمل مثل هذا .. إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه فإذا رأى الرجل ما يعجبه فلينشره حتى ينتشر الخير وإذا رأى ما يسوؤه ويكدر خاطره فما الذي يضيره لو أنه كتمه وأخفاه
وإني والله لأعجب من أمر هؤلاء الذين يسارعون في تتبع العورات ونشر العثرات بل أن فيهم من يسوؤه أن يتحدث أحد عن أحد بخير وكأنه يريد أن يكون الناس جميعا على شاكلته في توجيه سهامه العشوائية على من يشاء
وما أحوجنا في هذا الأمر من التمثل بقول الإمام الشافعي رحمه الله
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
لسانك لا تذكر به عورة امرئ = فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايبا = فصنها وقال يا عين للناس أعين
[/poem]