عام المعلم
بدأ العام الدراسي الذي أطلقت عليه وزارة التربية والتعليم "عام المعلم" تقديراً للمعلم، واعترافاً بأهمية دوره في بناء المجتمع.

وهذه بداية خير من وزارة سلَّمت معلميها بكادرهم وبآمالهم وبأحلامهم إلى الوزارات الأخرى وهي مبتسمة تفاخر بهذه الديمقراطية لتتلاعب بهم كيفما شاءت!!

إن أرادت الوزارة تكريم المعلم، وإعادة الأمور إلى نصابها، فما عليها إلا إعادة الحقوق لأهلها "فقط"، وكثر الله خيرها...

المعلم يا وزارة التربية والتعليم منذ ثلاثين عاماً مضت وهو مكانك سر! كادر لم يتغير قيد أنملة، بل بخس حقه عام 1415هـ وتم تغيير الكادر بطرق ملتوية تدل على أن "المعلم" تكملة عدد في هذا الوطن! وحين نافح يمنة ويسرة عسى ولعل أن تستعاد حقوقه، نصبت الوزارة العداء له، وأعانت باقي الوزارات على قضيته، وكأنه من ألد أعدائها! بل وخرج كبار المسئولين فيها يقولون إن الوزارة لم تخسر أي قضية رُفعت عليها! فما رأي الوزارة في ذلك؟

عام المعلم يكون بالإحساس به، وبما يقدمه لوطنه، ليس بإهانته بمجرد دفاعه عن نفسه لو تم الاعتداء البدني عليه ودافع عن نفسه! فلو قطع "زرار" عسكري قامت الدنيا ولم تقعد، أما لو طُرح المعلم أرضاً فإن ذلك خير للبلد ولأهله!

عام المعلم يكون بإعادة الحقوق المادية له التي سلبت في وضح النهار، وإن قامت الوزارة بإضافة بدل سكن له، مع "قليل" من الإحساس بصحته، وذلك بوضع تأمين صحي له ولأسرته في هذا العام المبارك، فإنني أستطيع أن أطلق عليه "عام المعلم" بحق.

عام المعلم يكون بإعادة هيبته المسلوبة، فبعد أن كان الجميع يحترمه ويقدره، أصبح "ملطشة لهم"، وفي المجالس فاكهة لحديثهم "بانبطاحه الشهير"، إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، يصحح من خطوات الوزارة التي تعثرت كثيراً في طريق ملأته بالأشواك.

عام المعلم يكون بتطويره العلمي والمهني، وذلك بتغيير العقول التي تدير إدارات التربية والتعليم من عقول لا همَّ لها إلا تواجد المعلم "مع طلابه"، إلى عقول تسعى لتطوير المعلمين بعقد الدورات التي تفيدهم علمياً ومهنياً، فقد سئم المعلم من دورة "التعلم التعاوني" الأخ غير الشقيق "للتعلم الإتقاني"! والتي هي الأخرى لا تأتي إلا بشق الأنفس.

عام المعلم يكون بتغيير مفاهيم الإدارات التي تكالبت قراراتها عليه، حتى وصلت أن مديره المباشر مُنح صلاحيات تجعله يتحكم فيه كيفما شاء، فإما أن يسلم رقبته له، وإما أن يعبث بمستقبله! وإني أخشى أن يأتي اليوم الذي ينال المعلم فيه رضا مديره بغسل سيارته وإلا!

يجب أن تؤمن وزارة التربية والتعليم أن بداية أي تطور في أي بلد تبدأ من "المعلم"، وأن تطور أي بلد يقاس بمدى احترامه للمعلم، وتهيئة الأجواء المناسبة لعمله، لأنه هو من يربي الأجيال وينشئها وليس العكس. ويجب أن تعود قيمة المعلم في مجتمعه من أجل المجتمع نفسه.

إن فعلت وزارة التربية والتعليم كل هذا فإن هذا العام يجب أن يطلق عليه التاريخ "عام المعلم"بحق

سبق الكاتب عبدالله عامر القرني