ابن عمي (شافاه الله و أحسن خاتمته) عمل فراش في مدرسة إبتدائية في عام 1381هـ وهو لا يكتب ولا يقرأ فبدئت المدرسة في تعليم الكبار في الفترة الليلية وكان من أوائل الملتحقين فواصل إلى أن حصل على الشهادة الجامعية ثم رئيس في أحد أقسام الرئاسة العامة لتعليم البنات إلى أن أحيل إلى التقاعد وأمثاله وأمثال البارقي كثير فوزير البترور والثروة المعدنية مثال حي أطال الله في عمره بدء حياته العملية من فراش offic boy وتدرج في تعليمه وتميز فيه وكذلك تدرج في عمله إلى أصبح على ما أصبح عليه اليوم .

بالأمس هاتفني أحد الباحثين عن عمل لسبب ما أعلناه في رغبتنا لتوظيف بعض الشباب السعودي ولكن ذلك الشاب طلب مني أن أهاتفه أنا لعدم توفر الرصيد عنده فقطعت المكالمة فورا واتصلت عليه وبقينا أكثر من ثلث ساعة نتناقش في الموضوع وأحاول إقناعه بقبول الوظيفة ولكن كرامته وسمعته بين عشيرته وغروره وكبريائة أبت أن تسمح له بأن يقبل وظيفة فراش بمرتب 2000 ريال في الشهر واعتبر هذا فضيحة وعيب ونسي أنه لم يستطع أن يكمل مكالمته معي لعدم توفر ريال واحد قيمة المكالمة وقبل بأن يكون عالة على أبيه وأمه والمجتمع .
الرجال الذين تضرب بهم الأمثال في تفوقهم على أقرانهم ليسوا بقليل ولكن من هم غير ذلك فهم الكثيرون فنتمنى للجميع التوفيق والصلاح .