لازال سكان محافظة ينبع يتذكرون ذلك الاعتداء الارهابي الآثم عام 2004 الذي استشهد فيه رجل امن وأصيب 10 من زملائه و 36 من المواطنين والمقيمين .. ففي يوم السبت 12/3/1425هـ الموافق 1/5/2004م وفي حوالى الساعة السابعة صباحاً تسلل أربعة من العناصر الإرهابية إلى موقع أحد المقاولين في مدينة ينبع وأطلقوا النار بصورة عشوائية وقتلوا 5 من الأجانب العاملين في الموقع وهم أمريكيان و بريطانيان و استرالي وإصابة عدد آخر بجروح بينهم كنديان.
وقال بيان وزارة الداخلية الصادر حينها ان قوات الأمن بدأت في مطاردة هؤلاء الإرهابيين في قوة وحزم، و نتج عن مطاردتهم اختطاف الإرهابيين لأربع سيارات منها واحدة جيب تم الاستيلاء عليها تحت تهديد السلاح من أحد ضباط حرس الحدود .
وأفضت المطاردة إلى مقتل ثلاثة منهم وإصابة الرابع الذي توفي في وقت متأخر متأثراً بجراحه ، كما نتج عن ذلك استشهاد أحد رجال الحرس الوطني و إصابة ثمانية من رجال الحرس الوطني إضافة إلى عشرة من منسوبي الأمن العام من أصل 36 مصابا سعوديين و غير سعوديين . كما ألقت قوات الأمن القبض على أحد المطلوبين بالقرب من فندق الهوليدى إن ينبع بعد محاصرته و تضييق الخناق عليه، قبل ان تتمكن قوات الأمن من إحكام سيطرتها على الإرهابيين وتقتل ثلاثة وتصيب الرابع.
وتبين من التحقيقات أن ثلاثة من المجرمين استغلوا وضعهم الوظيفي حيث أنهم من العاملين في منطقة العمل مهدوا لدخول شريكهم الرابع من باب الطوارئ . وبينت المصادر أن الإرهابيين استولوا على جثة أمريكي وسحلوها خلف السيارة التى كانوا يقودونها. وقد لاذوا بالفرار من موقع الهيئة باتجاه وسط المدينة القديمة اثناء ملاحقة رجل أمن بزي مدني للسيارة، ولكن الإرهابيين ارتدوا عليه بعد أن اكتشفوا انه لا يحمل سوى مسدس صغير لا يمكنه من المواجهة. واستطاع أن يلوذ بموقع عسكري للحرس الوطني، وهناك تم تبادل لاطلاق النار على الطريق العام.
ويشير المصدر المسؤول الى أنه عندما سمع رجال الحرس الوطني طلقات النار انطلقوا خلف السيارة المسروقة من مواطن يعمل في احد المصانع. وقد دخل الإرهابيون البلدة التي تبعد نحو كيلومترين عن الموقع وهناك تم تبادل إطلاق النار. وكان الإرهابيون يهددون بتفجير الموقع وأصابوا عدداً من رجال الأمن وفي هذه الأثناء استشهد الرقيب فرحان عائض الشمري من منسوبي الحرس الوطني.
وينبع الصناعية هى مدينة حديثة تضم أكبر مصانع العالم للبتروكيماويات وتكرير مشتقات النفط، وعقب الحادث شهدت المدينة تشديدا أمنيا مضاعفا بكافة المنشآت الصناعية الإستراتيجية، حيث شوهدت عشرات المدرعات والتحصينات الجديدة التي أعقبت الحادثة. كما اعلن عقب الحادث ان العقل المدبر للمجموعة التى قامت بالاعتداء يدعى مصطفى عبد القادر الأنصاري.