تغطية وتصوير / أبو سفيان ـ وباسم الجهني
في رحاب مقر محافظة ينبع مساء هذا اليوم التاسع والعشرون من شهر جمادى الآخرة من عام/1432هـ كان ضيف الملتقى الواحد والعشرون هو الدكتور المهندس / حاتم بن عمر طه مدير إدارة التنمية الإقليمية وأمين المرصد الحضري بمنطقة المدينة المنورة ، وبحضور سعادة المحافظ / إبراهيم السلطان وسعادة المدير التنفيذي لمدينة ينبع الصناعية الدكتور/ عقيلي خواجي وعدد من أصحاب الفضيلة والمشايخ ، و رؤساء الدوائر الحكومية وضيوف الملتقى من خارج ينبع ونخبة من المثقفين .. التأم عقد الملتقى الذي بدأه المهندس / يوسف الحجيلي بكلمة ترحيبية منوها بأن الملتقى قد دخل في عامه السادس بانعقاد هذه الحلقة وقدم الشكر للدعم الذي يلقاه هذا التجمع الجميل من سعادة محافظ ينبع وسعادة المدير التنفيذي ورؤساء الإدارات والمشايخ ورجال الصناعة والتجارة والمثقفين مما يدعو إلى الاستمرارية والتطوير.
ثم استلم الدفة مقدم الملتقى الأستاذ/ بسام يماني ذاكرا نبذة عن موضوع الحلقة التي هي بعنوان:
( المؤشرات والمراصد الحضرية ودورها في التخطيط السليم)
وأوضح الأستاذ بسام أن من أهم القضايا الكبرى والشائكة التي تواجه البلدان النامية ودول العالم الثالث هي كيفية السير في الطريق المؤدي للتنمية بمعناها الشامل والتخلص من حالة التخلف والتغلب على الأعداء الثلاثة( الفقر والجهل والمرض) والمرصد الحضري يعتبر مركزا متخصصا في صلب الهيكل التنظيمي لإدارة المدينة يقوم بجمع المعلومات في مجالات التنمية الحضرية المختلفة وتشغيلها ومعالجتها ومن ثم تحويل المعلومات إلى مؤشرات تساعد صناع القرار في وضع السياسات ورسم الخطط التي تحقق أهداف التنمية من كل الجوانب تنمية حضرية شاملة ومستدامة ..
ثم تعرض المقدم لفوائد المراصد الحضرية وأهميتها ومستوياتها واعتبار المرصد الحضري العالمي التابع للأمم المتحدة هو المؤسسة الأم لشبكة المراصد العالمية .
بعد ذلك بدأ المحاضر بتحية الجميع وأفاد أنه من حسن الطالع أن فريق المرصد الحضري يقوم هذه الأيام بالعمل الميداني وجمع المعلومات في محافظة ينبع بدعم وتعاون من المحافظة والبلدية ..
ثم عرض المحاضر مجموعة من الصور النادرة وعلق عليها وهي صور من أنحاء العالم تعبر عن مستويات متفاوتة من واقع الحياة الاجتماعية وما فيها من غرائب وعوائق تقف أمامها كل الحلول عاجزة عن عمل أي شيء يغير من طبيعتها لأنها بنيت وتأسست بطرق خاطئة من أساسها والسبب هو سوء التخطيط وعم رصد للمؤشرات الواقعية في حياة هذه الشعوب .
ثم تابع المهندس حاتم طه حديثه عن تجربة المرصد الحضري للمدينة المنورة باعتباره أول مرصد يقام في المملكة العربية السعودية مستعرضا أهم المؤشرات الحضرية التي توصل إليها ،، ولخص عدة أمور تعمل عليها المراصد عامة و من أهمها:
ـ أن تكون النظرة للمشاكل بمنظار موحد ولا يكون الاهتمام بالأرقام إلا بقدر ما تعبر عن الاحتياج .
ـ مراعاة التباين بين المجتمعات والمدن والدول فمثلا مؤشر الأمية محذوف نهائيا من الدول الأوربية .
ـ هناك مؤشرات متغلغلة في المجتمع ولها الأولوية كمؤشر البطالة والفقر .
ـ توفير المؤشرات عنصر مهم جدا في صناعة القرارفلا يوجد قرار دون معرفة ، ولا معرفة دون معلومات .
ـ القيمة المضافة للمراصد الحضرية تقليص الفجوة المعرفية بين القطاعات والقضاء على مظاهر الانعزال بين القطاعات المختلفة.
ـ تخفيف حدة الآثار السلبية المصاحبة للمركزية المفرطة.
ـ من النتائج أنه توجد مؤشرات للعامة ومؤشرات لمتخذي القرارومؤشرات للباحثين
ومن الأمثلة التي سردها المحاضر مثلا:
لو أن معلومة من المعلومات المتداولة رصدت أن 200 ألف طفل التحقوا بالمدارس الابتدائية ما بين سن السادسة والثانية عشرة في مدينة من مدننا وقد أبهرتنا هذه المعلومة وهي صحيحة بالطبع ؛ لكن المؤشر بعد الرصد قال بأن 10% من أطفال تلك المدينة لم يلتحقوا بالمدارس ؛؛ إذن هناك مشكلة وهذا المؤشر هو الذي يهمنا وليست المعلومة المعطاة .وعلينا أن نبحث عن أسباب الخلل لنعالج المشكلة .
في نهاية الملتقى علق سعادة المحافظ مقدما شكره للضيف وقال للدكتور حاتم : الحقيقة أنك أجبت على كل ما كان يدور في رؤوسنا من تساؤلات فشكرا لك ونتمنى لكم في المرصد الحضري دوام التوفيق والسداد .
ثم علق الأستاذ / عبد الرحيم الزلباني مشيرا إلى مدى صحة المؤشرات والتأكد من سلامتها إذا ما ساور المجتمع الشك فيما يطرح بعيدا عن الواقع الذي نعيشه ؟؟ فقال المحاضر بأنه ليس مخولا للرد على ما طرح من شكوك في وسائل الإعلام ، أما بعض الأمثلة التي أوردها في حديثه فهي على سبيل المثال فقط .
وفي الختام قدم سعادة المحافظ هدية تذكارية للضيف شاكرا له جهده وعمله بما يخدم المجتمع ويرتقي بمكوناته وعناصره الفاعلة . كما عرض المحاضر مجموعة من مؤلفاته المتخصصة ومنها كتاب ( الكوكب الدري) واطلع عليها المحافظ والحاضرون ، ثم توجه الجميع لتناول طعام العشاء المعد بهذه المناسبة .
السيرة الذاتية للدكتور المهندس/ حاتم بن عمر طه
من مواليد المدينة المنورة عام/1377هـ
المسمى الوظيفي : مدير إدارة التنمية الإقليمية وأمين المرصد الحضري بمنطقة المدينة المنورة .
ـ جهة العمل : أمانة المدينة المنورة
ـ الدرجات العلمية: بكالوريوس عمارة جامعة الملك عبد العزيز /1402هـ ـ ماجستير ودكتوراه( تاريخ حضارات ـ حضارة إسلامية)الأزهر/2006م
ـ برامج تدريبية مكثفة في استخدام صور الأقمارالفضائية للتخطيط/ وزارة التخطيط الفرنسية.
ـ برامج مكقفة في استنباط المؤشرات الحضرية وإدارة المراصد / جامعة بريتش كولومبياـ كندا.
الخبرات العملية: رئيس بلدية فرعية ـ مدير علاقات عامةـ مدير إدارة الدراساتـ مدير تخطيط المدن ـ مدير عام التخطيط العمراني ـ مدير إدارة التنمية الإقليمية وأمين المرصد الحضري.
كما أنه خبير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لإنشاء المراصد الحضرية واستنباط المؤشرات,
وللمحاضر بعض المؤلفات والأبحاث المنشورة منها:
كتاب ( طيبة وفنها الرفيع) حصل على جائزة منظمة العواصم والمدن الإسلامية .
مجموعة من الكتب العمرانية والتاريخية بعدة لغات .
ترجمة وإصدار أول دليل عربي لإنشاء المراصد الحضرية.
ـ إعداد دليل مؤشرات الرصد الحضري / المفاهيم وطرق الحساب لمساندة دول مجلس التعاون الخليجية في إنشاء المراصد الحضرية.
المفضلات