[justify]
أختي باحثة علم
أشكرك على غيرتك ولكن اسمحي لي فقد وجهت نقدك لكتاب أدبي بمقاييس دينية وهناك فرق كبير فكثير من كتب الأدب والتراث يرجع إليها في اللغة وفي الأدب وفي السير وفي التاريخ وفي الحياة العامة ولا يعتد بها في الدين
هناك كثير من كتب التراث ومن أعمال الشعراء يرجع إليها حتى المفسرون في الاستشهاد ولا يعتدون بها في الأحكام الدينية .. وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان يستشهد بأشعار عمر بن أبي ربيعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من هو في العبث والمجون
الأغاني قال عنه ابن خلدون في مقدمته : "جمع فيه أخبار العرب وأشعارهم، وأنسابهم، ودولهم، وجعل مبناه على الغناء في المائة صوت التي اختارها المغنون للرشيد، فاستوعب ذلك أتم استيعاب وأوفاه. ولعمري إنه ديوان العرب، وجامع أشتات المحاسن التي سلفت لهم في كل فن من فنون الشعر والتاريخ والغناء وسائر الأحوال، ولا يعدل به كتاب في ذلك فيما نعلمه، وهو الغاية التي يسمو إليها الأديب ويقف عندها، وأنى له بها".
الأغاني ليس كتاب فقه أو تفسير أو حديث ولكنه أعظم مرجع في الحضارة العربية، وهو موسوعة في التاريخ والأدب والنقد والموسيقى، وفيه معلومات لا يمكن الاستغناء عنها عن مدارس الشعر والغناء، وتراجم للشعراء والمغنين والموسيقيين، وفيه الشعر ونقده والأنساب والمواقف الطريفة عن الملوك والوزراء والعلماء والأدباء، وهو يصور الحياة الاجتماعية للعرب في الجاهلية والعصرين الأموي والعباسي بما لا يمكن أن تجديه في أي كتاب غيره .
هذه الجوانب من المعرفة والثقافة إن طالبت بشطب هذا الكتاب ستحكمين عليها بالعدم وستضربين بحاجز سميك يفصل بيننا وبين الحياة الاجتماعية التي كانت موجودة في هذه العصور .
أما كونه ينقل بعض الروايات المكذوبة أو يتكلم عن حياة البذخ والمجون وأخبار المغنين والعصاة فهذه سنة الحياة وهذا هو ما يدور في كل المجتمعات ليس كل ما يروى فيها يوافق أحكام الشريعة أو يتفق مع المثالية والصواب .
نحن في هذا المنتدى أيضا ننقل مثل هذه الأخبار عن تصرفات السفهاء وأخبار الممثلين وما يقوله الكذابون ونتداولها ونناقشها ونبدي فيها آراءنا ولا يمكن أن نتغاضى عن تناول ما يحدث في المجتمع من أحداث بحجة ادعاء وجود مجتمع مثالي لا يوجد في تصرفاته إلا ما ينسجم مع تعاليم الدين الصحيح ولو فعلنا ذلك لقدمنا مثالا لمجتمع ليس موجودا .
أما استفسارك عن هل هناك من يراجع ويدقق في مناهجنا فإن كتاب الأغاني ليس من مناهجنا الدراسية ولا يدرس في أي مرحلة من مراحل الدراسية إلا ما يتعرض له في جانب التخصص الأكاديمي الأدبي وفي هذا الجانب لا يوجد كتاب تعرض للنقد والتمحيص كما تعرض له كتاب الأغاني وقد قامت لجنة من العلماء مكونة من:
- أحمد زكي العدوي رئيس قسم التصحيح بدار الكتب العلمية.
- الشيخ محمد الخضر المصحح بالدار وأخد علماء الأزهر.
- الشيخ أحمد عبد الرحيم.
- محمد الببلاوي مراقب إحياء الآداب بالدار.
- حافظ إبراهيم الشاعر المصري الكبير.
- الشاعر أحمد نسيم أفندي.
وأكمل تحقيقه أدباء وعلماء آخرون مثل عبد الكريم العزباوي وعبد العزيز مطر ومحمد أبو الفضل إبراهيم.
ولم يوص أحد ممن تعرض له بالنقد بإعدامه أو عدم قراءته.. فلا تخافي يا أختاه وجزاك الله خيرا
[/justify]
المفضلات