تعمدت أن أغيب عن الجزيرة؛ فلا أقدم على زيارة مبناها ولا أجتمع بأحد من أسرة تحريرها؛ حتى لا يُفهم خطأ بأني أمارس دوراً خفياً في تراجع الجزيرة عن مستواها؛ وبالتالي عن موقعها بين الصحف الأخرى، غير أني لم أنزوِ عن المجتمع؛ فقد عملت مديراً عاماً للشركة الوطنية للتوزيع التي تملكها المؤسسات الصحفية، وأنا- كما تعرف- مَنْ تولى تأسيس هذه الشركة، وخدمتي فيها امتدت لأكثر من ست سنوات، كما عملت في مؤسساتي الخاصة، وبينها المؤسسة التي تعنى بالنشر، وقد أصدرت قرابة عشرة كتب إعلامية لصالح وزارة الثقافة والإعلام وغيرها، وحول عودتي للجزيرة فإنه لم يخطر في بالي ولم أفكر يوماً هل سأعود إلى الجزيرة أو إلى غيرها من الصحف، ولم يكن هذا ضمن اهتماماتي؛ فقد شغلتني مسؤولياتي الخاصة عن أي اهتمام بالعمل من جديد في الصحافة، غير أن العمل في الجزيرة وفق الترتيبات التي تمت والارتباط التاريخي السابق معها والثقة التي أحاطني بها أعضاء المؤسسة، لم أكن لأقابله إلا بالموافقة والاستعداد لبذل أقصى جهدي لتكون الجزيرة خلال فترة زمنية ليست بالطويلة في الوضع الذي كنا نتمناه لها.
هذا ماأريد أن اعرفه منذ سنوات هل انه فعلاً تعمد الغياب عن الجزيرة أي (استقال) بعد نشر قصيدة المتنبي وسيف الدولة
أم تم إقالته رغماً عنه ؟