اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليجيه مشاهدة المشاركة
لكن ليس من الخير الكتابه عن عطاء المحسنين والاطاله في ذلك لأن هذا ليس من سنن الهدى

[justify]
عن أي عطاء يا أختاه نكتب إن لم نكتب عن عطاء المحسنين ؟!
ومن أين أتيت بأن ذلك ليس من سنن الهدى ؟ سأقتبس لك بعضا مما قاله الشيخ أسامه خياط إمام وخطيب المسجد الحرام ذات يوم لنتعرف جميعا على سنن الهدى ونسير عليها بإذن الله
إن الثناء على المحسنين والإشادة بالعاملين والمدح للمجتهدين منهجٌ قرآني وهديٌ نبويٌ ومسلكٌ تربوي يسلكه أولوا الألباب ويُعرف به الصفوة من عباد الله ويستمسك به المتقون الذي سَلمت صدورهم من الغل وطهُرت قلوبهم من السخائم وإن من يتلو كتاب الله سيجد فيه الثناء العطر على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لجميل صفاتهم وكريم خلالهم قال تعالى :

{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّه وَالَّذينَ مَعَهُ أَشدَّاء عَلَى الْكُفَّار رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مّنَ اللَّه وَرضْوَانًا سيمَاهُمْ في وُجُوههم مّنْ أَثَر السُّجُود ذَلكَ مَثَلُهُمْ في التَّوْرَاة وَمَثَلُهُمْ في الْإنجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقه يُعْجبُ الزُّرَّاعَ ليَغيظَ بهمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنُوا وَعَملُوا الصَّالحَات منْهُم مَّغْفرَةً وَأَجْرًا عَظيمًا}

وقد أثنى الله عز وجل على هذه الأمة بأنَّها خير الأمم وأنفع الناس للناس لكونها تأمر بما أمر الله ورسوله وتنهى عما نهى عنه الله ورسوله ولإيمانها بالله وذلك في قوله سبحانه:

{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرجَتْ للنَّاس تَأْمُرُونَ بالْمَعْرُوف وَتَنْهَوْنَ عَن الْمُنكَر وَتُؤْمنُونَ باللّه}

كما أثنى على الأنصار لمحبتهم إخوانهم المهاجرين ولإيثارهم إياهم بكلّ ما تحت أيديهم ولو كانوا في أشد الحاجة إليه وذلك في قوله تعالى

{وَالَّذينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ من قَبْلهمْ يُحبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إلَيْهمْ وَلا يَجدُونَ في صُدُورهمْ حَاجَةً مّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثرُونَ عَلَى أَنفُسهمْ وَلَوْ كَانَ بهمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسه فَأُوْلَئكَ هُمُ الْمُفْلحُونَ}

وإذا نظرتِ في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فستجدين فيها حشدًا وافرًا من النصوص الصحيحة في الثناء على المحسنين والمدح لهم بما هو فيهم من كريم السجايا فقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الصديق رضي الله عنه لسبقه وحسن بلائه وبذله ماله في سبيل الله قال في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(إنَّ أمَّنَّ الناس عَلَيّ في صحبته وماله أبا بكر)

وقال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه:

(والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكًا فجًّا قط إلا سلك فجًّا غير فجّك)

إلى غير ذلك ممَّا يضيق عنه المقام مما هو مدوَّن في أبواب المناقب من كتب السُّنة. فكيف لا يكون ذلك من سنن الهدى ؟

إنَّ في الثناء على المحسنين حكما كثيرة وفوائد جليلة منها:

* توجيه الأنظار إلى الخصال الشريفة والفعال الحميدة التي استحقَّ عليها أهلها الثناء.
* تثبيت من اتصف هذه الصفات وتشجيعه وحثُّه على الاستدامة عليها.
* حَفْزُ الهمم واستنهاض العزائم بالتشويق لغيرهم ممن لم يتصف بتلك الصفات إلى حسن التأسي وكمال الاقتداء.
* القيام بمقتضى العدل إذ العدل يقتضي أنَّه كما يُذمُّ المسيء لإساءته فكذلك يُثْنَى عليه لإحسانه.

فجميلٌ أن يتحلَّى كلُّ مسلم بهذه الحلية وأن يعوّد عليها أهله وأولاده وكلَّ من يَلي أمره كما فعل الشيخ إبراهيم الصعيدي رحمه الله وإنَّه ليسير غاية اليسر لمن يسَّره الله له ووفَّقه إليه فما هي إلا كلمة طيبة وهي صدقة يتصدَّق بها المرء على نفسه فيُؤجر عليها كما جاء في الحديث الصحيح: (والكلمة الطيبة صدقة)

أو دعاءٌ للمحسن بحسن الجزاء وهو عبادة يُثاب عليها الداعي كما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه ابن ماجه والترمذي في سننهما بإسناد صحيح عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدعاء هو العبادة)
وهل يبخل عاقل على نفسه بمثل هذا؟!
وماذا يجني المرء من خلق الجحود والتجاهل وكراهية الاعتراف بالفضل لأهله والنُّفور من شُكْر مسدي المعروف على معروفه؟! ماذا يجني غير أن يَصم نفسه بوصمة الحسد ويضعها عن مراتب الأخيار ويقعُد بها عن بلوغ المعالي وعن اللّحاق بالسابقين إلى كلّ فضل والمتقدمين إلى كلّ خير؟!
سنظل إن شاء الله نمدح من يستحق المدح ونذكر أصحاب الفضل ولا نبالي فتلك هي سنن الهدى

[/justify]