الذين توسطوا في القضية هم آباء اللصوص وأولياء أمورهم وقد نجد لهم العذر إذا وضعنا في الاعتبار عاطفة الأبوة وحب البنين .. كما أننا لا نلوم من تعرض إلى السرقة إذا جاءه المواطنون ودخلوا بيته ووضعوا عشمهم في أنه لن يخيب مجيئهم .

ولكن إذا تنازل المواطن عن حقه الخاص في تسور داره والتصميم على سرقته وتعريض أهله الآمنين وأولاده النائمين للرعب في تلك الليلة .. إذا تنازل عن الحق الخاص .. فلم تتنازل الشرطة عن الحق العام ؟

أليس استتباب الأمن والحفاظ على الأرواح والممتلكات من خصوصيات عملها ؟ فكيف تتنازل عنه بهذه السهولة وتربط إخراج هؤلاء اللصوص بتنازل المعتدى عليه ؟ بل من أوحى لأولياء الأمور بأن تنازل المعتدى عليه هو الحل الوحيد لإطلاق سراح أبنائهم .

ليس بيتا واحدا تسوره هؤلاء اللصوص في تلك الليلة بل مجموعة بيوت أفزعوا ساكنيها وزرعوا الرعب في أجوائها سواء كان ذلك بداعي السرقة ابتداء أو بدواعي الهرب من مواجهة الشرطة ، وكيف تتنازل الشرطة عن حقها هي وحق أفرادها وإشغالهم بالمداهمة والقبض قي ذلك الوقت المتأخر من الليل ومظنة تعرض أحدهم للخطر واردة في أية لحظة !

على الشرطة أن تراجع نفسها وأن تعترف بألا قيمة لتنازل المواطن وعليها أن تضرب بيد من حديد على أيدي العابثين فالمسألة ليست مسألة ديون ولا نزاع على قطعة أرض يمكن أن تنهى يالتنازل .ولكنها مسألة أمن وأمان لا بد أن يستتب .