أخي أبو سفيان
أنت تستاهل كل خير وهذه المرجيحة لها قصة تستحق أن تروى لأنها تشير إلى أن كثيرا من الأشياء والأماكن يحبها الناس لارتباطها بجزء من تاريخهم أو أيام طفولتهم أما إن جردت من هذا الارتباط فهي شئ عادي كبقية الأشياء ولعل في إهداء هذا النموذج إلى أبو سفيان ما يشير إلى هذا الارتباط .

هذه المرجيحة هي جزء من عمل متكامل صممه أخي لبرحة العيد التي كانت تقام في حي الصور بكامل وقائعها بما فيها المراجيح الصغيرة والكبيرة ومرجيحة الرجال وقهوة العم أبو زكي ولعبة العم أحمد النزاوي والأعلام التي كانت تزين البرحة .. وقد صممت بشكل متقن وبطريقة عملية يمكن فكها وتركيبها بسهولة .. وقدمها هدية للمدرسة الابتدائية التي تدرس فيها ابنته ولكن المدرسة لم تجد فيها ما يلفت النظر ووجدت في مرجيحة الرجال نشازا عن بقية المراجيح ولم تستوعب وجود مرجيحة بهذا الشكل فأعادتها إليه وبقيت عنده أياما حتى كادت تتعرض للتلف وبما أن مساحتها كبيرة فقد اكتفى بهذا النموذج كرمز مهدى إلى عاشق التراث أبو سفيان فلعله يجد فيه ما لم يجده القائمون على النشاط الفني بالمدرسة .. ومن هنا كان اهتمام أبو سفيان واحتفاؤه


أنا لا ألوم المدرسة في عدم اهتمامها بالمشروع لأنه قدم إليها كحدث مجرد من التاريخ ولو قدم لمن هو في مثل عمرنا وعاصر تلك الأيام لفرح به أيما فرح ..

وبالمناسبة من منا لا يتوق إلى أن تقام فعاليات الأعياد في نفس البرحة التي كانت تقام فيها في حي الصور ؟
لقد أجريت تجربة ذات مرة على أبنائي الذين لم يعاصروا تلك الفترة فأخذتهم إليها وقلت لهم أن فعاليات العيد هذا العام ستقام هنا وظننت أنهم سيفرحوا بذلك وإذا بهم جميعا قد استهجنوا الفكرة وأبدوا اعتراضهم الشديد


إذا المسألة ليست مسألة قيمة أو جمال ولكنها ذكريات تستدعى وعواطف تستثار .. هذا هو ما يربطنا بتلك المواطن ويشدنا إليها أما إن جردت منها فهي مجرد شخوص صماء لا تثير اهتماما ولا ترد صدى