[frame="1 80"]رجال من السلف [/frame]
[frame="1 80"]
عاش في كنف والده علاّمة ينبع الرجل الزاهد الورع الشيخ:حامد القباني"رحمة الله عليه" قاضي ينبع في عهد الملك عبد العزيز "رحمة الله عليه" الذي أكبر فيه عدله وحنكته فمنحه درجة فضل لم يمنحها –كما أعلم- غيره من القضاة في عهده وهو إصدار أمره الكريم لجميع محاكم المملكة في ذلك التاريخ مقتضاه أن حكم الشيخ حامد القباني حكم مميز يحمل طابع الإلزامية والتنفيذ دونما حاجة لتعلية الحكم الى هيئة التميز فكانت منقبة للشيخ حامد "رحمة الله عليه"سارت بذكرها الركبان في ظل هذه الاجواء المفعمة بكل معاني الصدق والنزاهة والورع والعدل ترعرع هذا الشاب منذ نعومة اظفاره وفي ريعان شبابه لازم والده كاتب ضبط في محكمة ينبع كل ذلك اكسبه مهارات وقدرات هي مثار الاعجاب والتقدير لكل من يتعامل مع هذا الرمز بكل ماتعني هذه الكلمة حيث أصبح عنواناً لقيم كثيرة خف ميزانها عند الكثير في هذا الزمان.فلقد ثبت كالجبال الراسيات امام مغريات الحياة فلم يهتز يوماً وبقي محافظاً على العهد نقياً لاتشوبه شائبة فها هو الان يعيش حياة مطمئنة هادئه في داره التي شيدها الأجداد والأباء في البلدة القديمة مع العروض المستمرة من أبنائه البررة بنقله لدار حديثة كما هو حال غالبية الناس اليوم إلا انه قانع راضٍ لايجد راحته وسعادته إلا بها حيث ذكريات الماضي الجميل الحافل بكل معاني الخير والصفاء والنقاء. أما في مجال عمله كاتب عدل في محكمة ينبع فالحديث ذو شجون حيث يضرب به المثل انضباطاً وسلوكاً وعدلاً وورعاً. يحاسب نفسه على الدقائق قبل الساعات ليبدأ دوامه عند شروق الشمس صباحاً قبل دوام بقية الموظفين اعتقاداَ منه بتعويض زمن خروجه المتمثل بنصف ساعة لاداء صلاة الظهر اما الاجازات العادية والاضطرارية فأنه لم يسمع بها وربما قرأ عنها في شئ من التعاميم الوارد من الادارة المركزية في مرجعه اما في واقع فهو لم يتعامل معها في يوم من الايام حيث انه ولمدة 43 عاما لم يتمتع بأي نوع من هذه الاجازات وهذا شئ لايحصل الا نادراً أو ماينسجه خيال كاتب من الكتاب كما انني لااعرف رجل مطيعاً لأنظمة ولي الامر مثل هذا الرجل الفاضل حيث أنه من جيل يعدون طاعة ولي الامر طاعة لله فطاعته واجبة في السر والعلن يتعاملون معها بكل صدق وامانة وهذا ماورثه جيلنا بفضل الله من آبائنا وتربينا عليه وطبقناه في حياتنا والحمدلله قولاً وعملاً سراً وعلانية لا كما نرى اليوم من بعض الشباب الذين يدّعون انتسابهم للاسلام يعدون الخروج على ولي الامر طاعة لله وجهاد في سبيل الله فخرجوا على ولي الامر ورفعوا السيف وقتلوا الانفس بحجة الجهاد ورفع لواء الاسلام انه انتكاس للفطرة وخروج على الجاة اعاذنا الله من ذلك.فمما يروى عنه حفظه الله انه اراد تقوية خط الماء العمومي الموصل لداره فتقدم بطلبٍ كتابيٍ لبلدية ينبع بذلك وفي نفس اليوم وهو عائدٍ من مسجده ظهراً فوجئ بموظف البلدية يحفر امام داره ليجدد خط الماء كسباً لرضى الشيخ فسأله الشيخ؟ ماذا لديك هنا؟ قال ياشيخ كلفت بتجديد خط الماء. فقال الشيخ: واين التصريح؟ قال يصدر غداً ان شاءالله فقال الشيخ: قف ولاتعمل حتى تحصل على تصريح بذلك. فما كان من الموظف الا ايقاف العمل والانصراف وهو يتمتم ويردد في نفسه هذا رجلٌ ليس من عصرنا.وموقف اخر عندما صدر امر وضع حزام الامان في السيارات تنفيذاً لتعليمات ولي الأمر بذلك كان يضع حزام الامان في كل تحركاته منذ خروجه من داره والناس تشاهد ذلك فيقال له ماهذا ياشيخ؟ فيقول(واطيعوا الله والرسول واولي الامر منكم). حقيقة أنا لست مؤهلاً للكتابة عن هذا الرجل الفاضل لأن مالدي لايعدو كونه انطباعات ومشاعر نتيجة مايروى من أفواه بعض المحبين لفضيلته ولذلك فإنني أدعو من خلال هذا المنبر الإعلامي جميع الفضلاء الذين كان لهم شرف معايشة هذا النموذج القدوة عن قرب ويعرفون عن سيرته وسلوكه أكثر من غيرهم, أن يسطروا لنا كل مشاهداتهم عن سيرة هذا الرجل الصالح ابرازاً لدور هذه النماذج المشرقة في ترسيخ مبدأ التربية بالقدوة التي يحتاجها الكبير قبل الصغير في هذا الزمان. انه رجلٌ من سلفنا الصالح يعيش بيننا. أسال الله جلت قدرته أن يمد في عمر هذا الشيخ الفاضل محمد حامد القباني ويجعله ممن طال عمره وحسن عمله وان يجزيه خير مايجزي به عباده الصالحين
أنه القادر على ذلك
عبدالرحيم الزلباني
[/frame]
المصدر: صحيفة ينبع نيوز
المفضلات