أخي أبو مشاري بعض القائمين على الأندية الرياضية في ينبع الآن لا يخدمون الرياضة ولا السابقون خدموا، فهم موظفون يتقاضون رواتب أو مكافأة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبعضهم لمصالح شخصية قائمة على اسم النادي وما أعرفه أن الخدمة تكون بالمجان دون مقابل ، إذن من عمل بمقابل ثم يأتي ويقول خدمت وفعلت فقل له بالفم المليان أنت لا تخدم ، أنت تأخذ مقابل ، والذي يخدم هو الذي يعطي ولا يأخذ ، ويعمل ولا يمنّ ، وهذا الكلام عام ينطبق على أي مجال ، وقد يكون في الناديين من يخدم فهو يستحق أن يذكر ليشكر ، ولكنها تظل جهود فردية تفتقر إلي التكامل الذي يـبرز بالنتائج ويبين حجم الخدمة المقدمة ، والملحوظ أن في الناديين لا نتائج تعلو على المضاربات والمهاوشات !
وقد كنت أيام الثانوية قبل أكثر من خمسة عشر عاما في رحلة مدرسية إلي أحد الناديين الفاشلين في كرة القدم ولا حرج إن قلت فاشلين فهم كذلك ، و قبل أيام من الزيارة كان قد أقيمت مباراة بين ذينك الناديين الهزيلين واتسمت المباراة بالمضاربات والكروت الملونة وامتد على ما سمعنا إلي خارج الملعب وكان قد تحدث المتحدث الذي استقبلنا في الزيارة آنذاك عن العقل السليم في الجسم السليم و أن ذلك يتأتي من المحافظة على الرياضة وما إلي ذلك من الكلام المكرور ، فرفعت يدي وقلت : قبل أيام حصل ما حصل بينكم وبين النادي الآخر فأين العقل السليم عند لا عبيكم ؟ فذكر أنها حالات خاصة وهو من التنافس والضغط و. . . و . . ثم استشهد بمباريات الإتحاد والأهلي ومباريات النصر والهلال وما يحدث في لقاءاتهما من شد فقاطعته بأن هذه مقارنة ظالمة ، أولئك لم يحدث بينهم مثل ما حدث بين ناديي ينبع ، ثم أولئك ينافسون على الكأس والبطولات ؟! فقال : كأنك تقصد أننا خيبانين وعلى أيه المضاربات ، قلت : نعم ، قال : لكن نحاول إن نقنع الشباب بالهدوء والبعد عن الشد وأنهم والفريق الآخر لا بد أن تكون هناك صلة قربي أو رحم أو جوار أو نحو ذلك . . . أنتهي كلامه ولم يعطي جواباً !!

أخي أبو مشاري بهذا انشغل لا عبي ينبع وإداريهم ولم يجوزوا مرحلة العقل السليم فظلوا بلا عقول يباغتون بعضهم البعض بالمناوئات والمضاربات حتى غادر أغلبيتهم غير مأسوف عليهم ولا على ذلك التاريخ الحالك السواد الذي خلفوه ورائهم ، انشغلوا ببعضهم البعض و على الرغم من كل ما هيأ لهم من ملاعب لا بأس بها ووفرت الإمكانات التي كانت مناسبة في ذلك الوقت للمنافسة أو على الأقل التزحزح من القاع ولكن مع الأسف كانت الخيبة هي الثمرة المقطوفة .
ثم لا تجد ذلك اللاعب يخبرك أنه كان يساوم إدارة النادي إذا نزلتوا فلان أنا ما أنزل وإذا ما لعب فلان أنا ما ألعب ، ولا يخبرك انه لا يحافظ على التمارين وما إلا ذلك ، فقط يعولون فشلهم إلي قصص واهية لإحالة ذلك إلي أناس آخرين ، فيقص عليك فلان أخفى الأحذية الرياضية في مباراة التأهل لأنه لا يريد النادي يتأهل حتى لا يأخذه أحد غيره !! وفلان فعل وعلان فعل وفعل وفعل، و يورثونها لمن يأتي بعدهم ، تماما يابو مشاري كما يتناقل الناس رواية السعلية التي يقولون أنها كانت تقطن في غار في وادي بواط بينبع النخل !! فأصبح الآباء لا يرغبون في إلحاق أبناءهم في الأندية وخفت المواهب وإن كان تاجراً قد فكّر في الدعم والمؤازرة فسمع بتلك المهاوشات والمضاربات والقصص والأساطير والروايات أتظن أنه سيقترب من النادي فضلاً أن يدعمه؟!

اليوم الرياضة اقتحمتها المادة حتى أخمص قدميها ولم تعد الأمور سهلة كالسابق والفرصه الأكبر في وضع بصمه في تاريخ الرياضه الينبعيه ضاعت نعم ضاعت وقد كانت مهيأة وللأسف أضاعها السالفون بسوء تصرفاتهم ، ولكن كما قال أخي ملك الساحة عفا الله عما سلف ، الآن الواقع الرياضي بينبع بحاجة إلي وقفات كبيرة أظن أن صعبها عطفاً على المشاهد في ارض الواقع ، والمعول على هذه المدرسة تهيئة اللاعبين وتثقيفهم ومن الممكن أن ترتبط بالأندية الكبرى فتهيئ لهم اللاعبين الموهوبين من ينبع ليلتحقوا بتلك الأندية فيرفع اللاعب أسم ينبع عن طريق احترافه والسلام.