ينبع: علي العمري، أحمد العمري
على طريقة سفاح حائل، دأب مخالف من جنسية أفريقية على استدراج 3 عاملات آسيويات بينبع، واغتصابهن بالقوة وذلك قبل أن يقتلهن ويتخلص من جثثهن بإلقائهن في أماكن نائية حتى لا ينكشف أمره، غير أن شرطة منطقة المدينة المنورة كانت له بالمرصاد، لتتوج جهد ثلاثة أعوام من البحث والتحري بالقبض عليه وتصديق اعترافاته شرعا.
القبض على الوافد الذي يقيم منذ سنوات في مدينة ينبع بطريقة غير نظامية، جاء بعدما رصدت شعبة التحريات والبحث الجنائي في محافظة ينبع الجاني، أثناء محاولته استدراج عاملة منزلية في 22 رمضان المنصرم في أحد الأسواق، ليتم القبض عليه كمشتبه به في ضلوعه بالحوادث الثلاثة التي سجلت على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، غير أنه سرعان ما أنكر وجود أي نوايا ضد الخادمة، مدعيا أن أسرته بحاجة إلى عاملة منزلية خلال رمضان، ولكن العاملة المنزلية كشفت حقيقة المكالمة التي دارت بينهما، والتي تضمنت رغبته في إقامة علاقات محرمة معها، وأنه حرضها على الهرب من منزل كفيلها.
وبعد مواجهته بالحوادث الثلاثة السابقة، أقر بمسؤوليته عنها، كاشفا عن سيناريو جرائمه الثلاث التي سجلت أولاها في الثامن من رمضان عام 1428، وذلك حينما عثرت الشرطة على جثمان الضحية الأولى بالقرب من إحدى الاستراحات إذ تبين تعرضها للاغتصاب، وذلك قبل أن تفارق الحياة نتيجة كتم أنفاسها، إذ تمكن الجاني قبل تنفيذ جريمته من إقامة علاقة عاطفية معها عبر الهاتف، لينجح في إقناعها بالهرب من منزل كفيلها قبل أن تلقى حتفها.
أما الحادثة الثانية التي سجلت في 22 جمادى الآخرة عام 1429 فلم تستغرق سوى ساعتين استطاع خلالها الجاني التغرير بعاملة منزلية وجدها في منطقة الكورنيش بالهيئة الملكية حيث تم الاتفاق معها على ممارسة الزنا، غير أنها لم تكن تعلم بأن النهاية ستكون قتلها، إذ قام الجاني بعد أن خلص منها بضربها على رأسها بحجر كبير حتى فارقت الحياة، ثم وضعها في كيس أرز كبير، مختتما ذلك بدفنها على مقربة من المكان الذي نفذ فيه جريمته.
وفي الحادثة الثالثة، التي سجلت في 19 شعبان عام 1430 استطاع الجاني استدراج عاملة ثالثة أثناء سيرها على الأقدام في حي العصيلي حيث رافقته في سيارته ليتجه بها إلى المنزل، وحينما طلب منها أن تمكنه من نفسها نشب بينهما خلاف، فرت على إثره من المكان، لكنه سرعان ما لحق بها ليسدد لها ثلاث طعنات قضت عليها.. ثم قام الجاني بسكب مادة الأسيد على جسدها لكي لا يتعرف عليها أحد، ومن ثم قام بنقلها عبر سيارته إلى منطقة نائية على مقربة من مدينة أملج ليتخلص منها بدفنها.
يذكر أن الجاني يدعى عوضة أحمد (45 عاما). وكان قد أطلق سراحه في بداية عام 1428 بعد أن قضى حكما شرعيا بالسجن إثر تورطه في تعذيب أبنائه، والقيام بسكب مادة الأسيد على أحدهم، وهو أب لأربعة أولاد وبنتين، وكان قد عمل في عدد من المحلات التجارية بمحافظة ينبع. وبعد أن أطلق سراحه من سجن ينبع، ظل يمارس بيع الخضروات والفواكه في مواقع متعددة بينبع.
وبحسب الناطق الإعلامي لشرطة المدينة المنورة العميد محسن بن صالح الردادي، فإن القبض على الجاني والتحقيق معه وتسجيل اعترافه شرعا كان نتيجة لجهد ثلاثة أعوام من المتابعة والتحري وجمع المعلومات عن الأشخاص المشتبه بهم، وهو ما تكلل بالقبض عليه، وذلك على خلفية قتل ثلاث عاملات منزليات في أوقات متفرقة.
وأشار إلى أن التحقيق خلص إلى إدانته بالقتل العمد، وفعل فاحشة اللواط بثلاث سيدات. وقد صدقت أقواله شرعا.
من جهته، قال رئيس لجنة المحامين بالمدينة المنورة المحامي سلطان الزاحم إنه إذا ثبت أن القتل مبني على الاستدراج وسابق بالمودة والأمان قبل القتل، فهذا يكفي على أنه قتل غيلة، وهو الذي يكون على وجه الحيلة والخداع، ويكون الحكم فيه القتل حدا، ولا يقبل في هذه الحوادث ـ أي قتل الغيلة ـ العفو من أحد.
المفضلات