الشيخ / عبد الرحيم الزلباني

سلمت يا محمد الزلباني وسلم قلمك ، وصح لسانك ولا غرابة فأنت الشبل من ذاك الأسد ؛؛ لقد عبرت نحو والدك الغالي بمشاعر صادقة ، وعبارات نابعة من الوجدان وحرارة الود ووفاء الولدان ، وكم هو جميل أن ينطلق الإنسان بأحاسيسه التي تنبض بما تختلجه النفس من حب أصيل وغيرة حقة ، وحمية محمودة في مثل هذه المواقف فوالدك عزيز على الجميع والكل يعرف حرصه وتضحياته ومواقفه الرائعة التي لا يمكن أن تمحوها لحظة يصطاد فيها من يتربص للطيبين ، ويبتهج بأذى المخلصين ، وسيزعجنا كثيرا لو أن أبا محمد تنحى عن الجامع الكبير وأنا لا أقول تنحى عن الإمامة فهو لم يكن إماما فقط لهذا الصرح بل كان حفيا به وبأحواله وسعيه الدائم لدى المسؤولين الكبار وأهل الخير ليكون الجامع في صورته التي يتمناها كل مسلم ، ولا أتخيل هذا الجامع بدون رفيق دربه أستاذنا المعلم والمربي الفاضل / عبد الرحيم الزلباني ..ولعل في ثنايا خطابك من تذكير بأعداء النجاح التي يعرفها والدكم أكثر من غيره ودائما ما ينصحنا بعدم الالتفات لهذه المنغصات
فالمهمة الجليلة التي يعمل من أجلها العاملون، ويتطلع إلى تحقيقها الناجحون، ويطمح في الوصول إليها الطامحون في كل مهنة وموقع عمل، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي هي في الغالب محفوفة بالأذى ومستهدفة بالمكائد والتربص وقد استشهدتَ بما يفي الغرض كما قال الشاعر:


[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

إن الرياح إذا اشتدت عواصفها=فليس ترمي سوى العالي من الشجر
[/poem]



فالحسد لا يستوطن إلا في النفوس المريضة ، ومن يسعى لتشويه سمعة الناس هو في الأصل من ذوي الطبائع الخبيثة الذين يتربصون للهفوات ويتناسون كل الحسنات كما قيل:


[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

عين الحسود عليك الدهر حارسة = تبدي المساوئ والإحسان تخفيه
إن الحسود بلا جرم عداوته = فليس يقبل عذرا في تجنيه


[/poem]

ولومنا يكون على الإدارة المسؤولة عن المساجد فكم من أئمة المساجد المهملين السارحين في الغياب واللامبالاة ؛ لا أحد يحاسبهم ولا أحد يتعقبهم إلا من تقارير المراقبين التي امتلأت بها الأدراج وكأن هذه هي غاية عملهم ومبتغى أملهم أنا شخصيا حضرت أكثر من حادثة غياب عن صلاة الجمعة خاصة فلم يصرح أحد بالتحقيق مع أي منهم ، أما عند غياب الملتزمين المحافظين لظرف خاص فتظهر عبقرية متابعتهم ، وكأنهم عثروا على صيد ثمين ، فهل هذه هي المصلحة التي يحرصون عليها ، أم أن المعايير التي جبلوا عليها نابعة من أهداف غير سليمة ، وأهلية غير سوية ..

لا تثريب عليك يا أبا محمد فأنت بحسن أخلاقك وبصبرك واحتسابك تكون شوكة في حلوق المسيئين ، وإن عفوت وتجاوزت فهذه أخلاق الكرام المتقين التي أمر الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله : ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)





فإن التحلي بهذه المكارم، والتمسّك بهذه الفضائل أمر لا يصبر عليه إلا الحريصون والساعون إلى الخير ،، نسأله تعالى أن يرزقنا العفو والصفح ، وأن يجعلنا من الذين لانت قلوبهم، ورقت طباعهم، وتسامحت نفوسهم .