[justify] [/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify]
حياك الله يا بو مشاري ، ورمضان مبارك ، وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامه. وأشكر لك طيّب قولك ، وحسن ظنك ، إلا أنك - رفع الله قدرك - قد أنزلتي في مكان غير مكاني وذلك بتوجيهك لسؤال يشكل على من لا بضاعة عنده مثلي ، تمكنه من إدراك عمق السؤال للإجابة عليه ، أو تناوله للرد عليه ، فما جاء في هذا الموضوع لا يعدو خاطرة خطرت على الخاطر عفواً .

على كل حال هذه ليست أجابه علميه أو دراسه دقيقة ، و ما هو إلا رأي من واقع شاهدته على أرض الواقع ، وما دام _ والدائم عز في علاه _ لا يوجد غيري وغيرك في هذا الموضوع فسأبسط معك في الحديث فاسمح لي ببسطه ، ولعلك تتعاون معي لنصل إلي نتيجة مقنعه نضعها إجابة على السؤال ، ولكن أولاً سأتفق معك بأن نتجرد من القيود وذلك بألا نتقيد بصلب الموضوع فلا بد من الحيدة قليلاً كما أن ألا نعمد إلي الاستقصاء والترتيب والشمولية فما يقرب من الذهن ندونه ، اتفقنا ؟!

القصة يا بو مشارى : قبل سنوات كنا في رحلة قنص في أحدى ضواحي ينبع النخل تعطل علينا كفر السيارة ( بنشر ) فاستبدلناه بالاحتياطي ولم تمض ساعة حتى تعطل كفر آخر !! خفقت قلوبنا وارتعدت فرائصنا ، فنحن الآن في مكان ناء و ليس هناك حل يحلحلها ، الكفر الاحتياطي تم استخدامه ، أسقط في أيدينا وقلة الحيلة ، ولم نقم لما يقارب الساعة ، بعد تحسس الكفرات بأكثر من الدوران حول السيارة .

دعني أخرج من القصة ثم أعود - فلا تنس الاتفاق الذي عقدناه قبل قليل! - بعض المتهورين يا بو مشاري و قليلي التجربة يقولون ما ينفعك إلا جيبك ، وهذه المقوله مسموعه كثيراً في هذا الوقت خاصة ، يظنون أن المادة تفعل كل شئ وفي أي وقت تحركك كما تشاء ، وبعض الآباء يؤصلها في روح أبناءه تأصيلا مؤصلاً ، وهذا والله من سوء التقدير ، وقلة الدرايه ، فواهم من يقولها ومتوهم من يعتقد أنها صحيحة ومجنون من يرددها ، أحيانا وفي مواقف مثل هذه لا ينفعك جيبك ولو كان مثل جيب الكنغر !! لننتبه ، فالنافع هو الله وحده ، فلنقل لا ينفعك إلا الله ، بدلاً من هذه الجملة المادية التي أفرزتها الحياة الحاضرة . أرأيت كيف يحاول المحاولون أن يورثوا معاني مغلوطه لا تستقيم ومجريات الحياة وسننها ، بدلاً من أن نـقـعّـد للأسس الإسلامية الحقه التي أبانها الشارع الحكيم.

نعود إلي قصتنا . . . نحن الآن في هذه البرية وقبل أن تأتي الجوالات ، وأصلاً حتى الجوالات ليست في نطاق التغطية هناك ، أغلقنا السيارة وحملنا الماء وتركنا لأقدامنا حرية الحركة في الاتجاه الذي تريده ، وكانت عقارب الساعة تشير إلي الحادية عشر قبيل الظهر وكانت الأجواء حارة ، لاح لنا بيت شعر فيه بادية غير بعيد عنا يممنا صوبهم وهنا بيت القصيد ، بيت القصيد هنا فيما قالته المرأة لنا ، وما حكته علينا وطرق مسامعنا ، فقد خرجت العجوز إلينا ، ترحب بتراحيب كددت ذهني الآن لاسترجاعها فأبى ، وأكون صريحاً معك لم أفهم ما قالته !! ولكن الذي أفهمه أنها ليست من التراحيب المسموعه لدينا في القرى أو الدارجة عندنا ( لنعقد على هذه يا بو مشارى فهي لبنه أولى لمحاولة الوصول للإجابة ) اعتذرنا وأخبرناها بخبرنا ولسوء الحظ لم يكن صاحب البيت موجودًا فهممنا بالمغادرة فقالت ( ألبثوا ) هالساع ( يضوى ) أبو فلان ، ما يبطئ راح ( يـَرَدَ ) ، إلا أننا غادرنا صوب بيت شعر آخر بالكاد نراه أسفل الوادي ، بيد أننا لم نقطع ربع المسافة فكان الرأي أن أعود إلى السيارة وصاحبي يتجه إلي بيت الشعر وافترقنا ، ولكن ما هي إلا دقائق حتى جاء صاحب البيت الذي غادرناه قبل قليل ، وهو من البدو الأقحاح الرحل ( هذه لبنة ثانية لمحاولة الوصول للإجابة لنعقد عليها ) ، وقال : قالت لي المره الرجال ( فيضوا الوادي في عز القايله تحشدوا يدخلون مقلط الرجال وانت ما أنت فيه ) ولا أذكر نص كلامه كله وما قاله ، فكثير منه لم أفهمه ، ولكن ما أستدركه الآن بعد سنوات ، أستدرك بعضاً مما تفوه به من كلمات ، ومنها (اليوم قيظ بالحيل ) ( مرحوا الليلة عندنا والقمر الليلة بازغ تزين السمرة معكم وقنصوا بكرة معواض اليوم ) ولكننا لم نصدق أن أصلحنا كفر السيارة وغادرنا ثم أعاد صاحبي له كفره بعد أسبوع حيث استأذناه في ذلك فأبى علينا من كرمه أن نعيده . . انتهت القصة .

معلوم أن القرآن نزل معجزاً بلغة العرب اللغة العربية الفصيحة ، أشير هنا إلي الكلمات المسموعة التي وردت .

ألبثوا : لبث أي بقى .
قال تعالى : ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ الآية . ...

وقال تعالى : ( وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ

راح يـَرَدَ : مقصودها ذهب لإحضار ماء من البئر.
قال تعالى ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ )

فيضوا الوادي : سرعة الركظ وأصل الإفاضة الصب.
قال تعالى : ( فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام . وقال تعالى : ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله ، إن الله غفور رحيم )

بازغ : أي طالع.
قال تعالى ( لَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ الآية

أعرف أنني أطلت وأكثرت إذن نستكمل بعد حين . . .
[/justify]