شكراً للأستاذ مبارك وشكراً لأخي بنى صخر تشرفت بقراءتكم للموضوع .


نستكمل . . . يقولون _ أعني الأقدمين _ أنهم كانوا يقولون لمن لا يشاركهم الحديث ، أهرج قبل ما يجيك وقت الهرجه بفلوس ، فيرد الآخر أهرج وأدفع فلوس ؟! مستغرباً قولهم مستعجبا منه ، فيجيبونه : سيأتي زمان الكلام بفلوس تتكلم وتدفع وكلما تكلمت أكثر كلما دفعت أكثر . فدارت أيام وراحت سنين وعشنا وشفنا الواحد منا يهرج بالجوال ويدفع فلوس ، وكلما زاد كلامه زاد إخراجه للفلوس . قلت اليوم شركات الاتصال تحسب قيمتها بصورة دقيقة جداً ، تحسبها بالكلمة الواحدة كالبرقية مثلاً قيمتها بعدد الكلمات ورسائل الجوال كلما زادت الكلمات كلما زاد صفحات الرسالة على شاشة الجوال زاد سعر الرسالة !!
قالت العرب إذا كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب ، فماذا ستكون الحكمة لو علمت أن الكلام في وقتنا هذا بأموال تكفي لشراء أوزان موزونه من أجود أنواع الذهب !! هل سيقولون مثلاً إذا كان الكلام من ذهب فالسكوت من ألماس !!
تغيرات جذرية فرضتها الحياة المادية على معيشة الإنسان تدعوا إلي وقفة تأمل ونظر وبصر، أحببنا إلقاء الضوء إليها ، ولعله ترد مشاركة ضافية مثلها عليها ، على أنه إن كانت هذه الأقوال من أقوالهم فعلاً في القدم ، فقد صدق حدسهم ووقع توقعهم ، وإن كانت من تراكيبهم في هذا الوقت المتأخر بالمقارنة والتأمل والنظر إلي تحولات الحياة التي يعشونها بالنسبة إلي حياة عاشوها فإني أسند قولي إي قولهم أنفسهم : أكل العيش قص ، وأكل التمر خص ، وكلام الرجال نص . قصدهم بكلام الرجال نص أن ذكرت عن شخص كلاماً فأروه بنصه فإن كان خلاف الواقع سلمت منه والسلام مسك الختام.