أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    بين مكة المكرمة و مصر
    العمر
    88
    المشاركات
    492
    معدل تقييم المستوى
    17

    هام للغاية .... عــبده خــال والرواية

    الشرف غالي

    ياأصحاب الوفاء
    أرجو الإنتباه كتب في جريدة البلاد اليوم الأستاذ محمد الطرابلسي عن رواية ترمي بشرر لعبده خال وأنها تمس العار والأعراض في جده ومكة وغيرها ,, ويستحب نقل المقال هنا لأنكم أهل غيرة كغيرة مجتمع الحجاز في مكة وجده و إلى آخر الحدود .. والشرف غالي
    أهلُ مكةَ أدرى بِشِعابِهَا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ج 0506343655
    المشاركات
    6,753
    معدل تقييم المستوى
    10

    رد: هام للغاية

    أهلا بك شاعرنا القدير
    ليتك نقلت المقال حتى نطلع عليه

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    بين مكة المكرمة و مصر
    العمر
    88
    المشاركات
    492
    معدل تقييم المستوى
    17

    رد: هام للغاية

    منقولة من الفيس بوك

    لقيت تصريحات السفير السعودي في فرنسا محمد إسماعيل آل الشبخ مؤخراً الإنتقادات
    في ربطه دعوة خادم الحرمين الشريفين في حوار الأديان و الثقافات بتكريم رواية
    (ترمي بشرر) الحاصلة على جائزة البوكر العربية في باريس بحضور مثقفين فرنسيين ؟!
    و إستغرب البعض أن يربط السفير دعوة خادم الحرمين الإنسانية السامية في حوار الأديان
    والثقافات .. بتكريم حصول رواية إباحية جنسية على جائزة البوكر تتحدث عن الشذوذ
    والرذيلة ووصفتها رويترز و (BBC) بأنها تصور أبشع صور الإنتهاك الإنساني لكرامة البشر !!
    في الوقت الذي أشارت فيه مصادر أن السفير لم يقرأ الرواية !!

    و من جانب آخر إتهم الوزير المفوض في وزارة الخارجية (سابقا) المستشار المحامي
    محمد يوسف طرايلسي الروائي والكاتب عبده خال في روايته (ترمي بشرر) الحائزة على جائزة
    البوكر العربية بأنها كتبت من اجل الحصول على جائزة من الخارج مع تزييف لواقع مجتمع جدة ..
    وكان الطرايلسي قدم رؤية تحليلية للرواية نشرت يوم أمس الأول الثلاثاء في صحيفة البلاد
    وإعتبر البعض نشرها بانه جاء رداً على دعوة السفير السعودي في فرنسا لتكريم رواية
    (ترمي بشرر) في باريس ؟! وتضمن المقال في معانيه إتهاماُ من المستشار المحامي محمد
    طرابلسي للروائي عبده خال في إساءته لمجتمع جدة والوطن من خلال الرواية .. في الوقت الذي
    يرى البعض في المقالة بأنها تمثل تضامن الدبلوماسيين من سكان وأهالي جدة لنداء
    المفكر الشيخ عبدالكريم فادن ونداء الأديب الشاعر المكي الشيخ مصطفى زقزوق
    في التحذير من ترجمة رواية (ترمي بشرر)
    للروائي عبده إلى عدة لغات من قبل مؤسسة (البوكر)
    بعد تقديم جائزتها لرواية تسئ لمجتمع المملكة وهويته الإسلامية !!

    وقال الكاتب محمد طرابلسي في مقاله بعنوان ( عبده خال :
    بأي شرر ترمي ) ؟ الممتد على مساحة
    نصف صفحة ومن واقع خبرته الدبلوماسية والسياسية جول جائزة (البوكر) التي قدمت جائزتها للرواية :
    ( أما من هم مؤسسو هذه الجائزة الأصلية والقائمون عليها فتلك قصة حولها الكثير من الجدل وعلامات
    الإستفهام المفزعة) !! وكشف الوزير المفوض الطرابلسي انه أصيب بصدمة وإحباط شديدبن بعد قراءاته لرواية
    (ترمي بشرر) التي وصفها بأنها مقززة !! وسرد ملخص الرواية وقال بعده : إنفلت عبده خال عن عقاله وإنزلق
    بلغة الأدب الروائي إلى منزلاقات وتجاوزات كارثية وأجهد قلمه بكل عبارة منكرة تجل عن الحصر !!
    وأضاف ( شرر الرواية خمر وزنا ولواط و شذوذ جنسي ومشاهد جنسية رخيصة طالت حتى الحيوان!
    وفي مجملها تركز الرواية بطريقة تلقائية على إعلاء القيم المادية على حساب القيم الروحية والأخلاقية
    واحتقار كل ماهو طاهر نقي بعبارات فجة ساقطة تحت شعار حرية التعبير والإبداع الفكري ؟!)
    وإنتقد الكاتب تصوير الرواية للسواد الأعظم من أهل الحاجة والفقر بجدة بأنهم أهل إنحلال وفساد ؟!!
    وكشف الطرابلسي في تحليله للرواية أن الروائي عبده خال حاول من خلال روايته ان يلوي عنق الحقيقة
    بإيهام القارئ بصورة تلقائية أن المجتمعات الأجنبية الفنية ليست هي مصدر الإنفلات الأخلاقي!
    وذكر بأن الروائي عبده خال إغتصب لنفسه الحق بإطلاق العنان لقلمه دون ضوابط لبيع المبادئ والقيم
    وتسفيه التراث والمعتقدات تحت مسمى حرية التعبير والإبداع وفي ذلك تسميم للعقول وتزوير للواقع
    في سبيل الحصول على جائزة خارج حدود الوطن !! مضيفاً بأن الرواية لم تكتب كعمل
    من أجل أن بقرأها القارئ المواطن المسلم لأنها تستفزه في أعز موروث !! وهدفت الرواية
    لتشويه صورة مجتمع إسلامي محافظ !! ويضيف المستشار القانوني محمد طرابلسي في
    مقالته إن الرواية تفتقد لأية رؤية فقد ركزت كما يقول على نقطة فاسدة بلغة بذيئة !!
    وإتهم الطرايلسي عبده خال بأنه أراد أن يصور جدة في أسفل السافلين بتزوير الواقع في ربط
    تزاوج الفساد الأخلاقي بالفقر وقمة الفساد الفاحش مع الغنى والنفوذ وهو ما أرادت أن
    توصله الرواية في تشويه صورة مجتمع مدينة جدة والوطن ؟!
    وقال : إن مما يندي له الجبين أن يوظف عبده خال كل هذا الكم من مفردات الفحش و الإباحية في
    مثل هذا العمل فيحسب زوراً بأنه يمثل الرواية السعودية ؟ وهي في طريقها للترجمة إلى لغات
    عديدة وأخشى ما أخشاه أن يفتح مثل هذا العمل لما بعده ؟ في الوقت الذي أثق فيه بأن
    أصحاب الفكر والضمائر من كتابنا الأفاضل وقفوا وقفة مسئولة للحد من هذا الإنفلات الأخلاقي
    في الروايات !! وشدد الوزير المفوض سابقاً بأننا لاندعي الفضيلة المطلقة في مجتمعنا فهو شأن
    مجتمعات الأرض رغم خصوصيته لكنه ليس مجتمع المدينة الفاضلة ولكن الأمم لا تنهض وتتقدم بتسويق
    المفاسد والرذائل تحت أي حجة كانت ؟!
    وإختتم المستشار محمد الطرابلسي مقالته موجها ً سؤاله إلى كل من طبل وزمر للرواية كما يقول :
    هل قرأ الرواية حقاَ ؟؟ قبل أن يشيد بها ويطبل لكاتبها ! وهل يسمح من قرأها لإبنه أو إبنته بقرائتها ؟؟
    والسؤال الأكبر : هل يوافق على إجتراء شطر من أية قرآنية كريمة لتكون عنواناً لرواية جنسية فاضحة !!
    وتساءل في ختام مقالته مع إطلاق عنان القارئ في الإجابة : ما الهدف من وراء منح هذا العمل
    جائزة البوكر العربية ؟!
    أهلُ مكةَ أدرى بِشِعابِهَا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    ينبع
    المشاركات
    23,067
    معدل تقييم المستوى
    44

    رد: هام للغاية

    شكرا أديبنا الفاضل
    مصطفى زقزوق
    اللهم أصلح أحوال المسلمين
    وردهم إليك ردا جميلا
    دمتم بخير



    لمشاهدة جميع مشاركاتي الشعريه (( كسرات ومعلقات ))

    http://www.alhejaz.net/vb/showthread...831#post254831

    ولتصفح مدونتي الشعريه والمشاركه اليكم هذا الرابط:
    http://almoallem2007.ahlablog.com/

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ينبع > جوال 0505361378
    العمر
    79
    المشاركات
    9,249
    معدل تقييم المستوى
    10

    رد: هام للغاية


    هذا مقطع من رواية "ترمي بشرر"
    نشر في إحدى الصحف المحلية قبل عدة أشهر


    ترمي بشرر

    يعد أبي من أمهر البنائين في مدينة جدة بالرغم من استخدامه القياسات البدائية التي قلما يخطئ في احتساب الأبعاد، ويصر على صحة حساباته إصراراً مبالغاً فيه، ناهراً معاونيه عن معارضته لو أن أحدهم شذ عما قرره أثناء التخطيط، امتلك سراً غامضاً في مقدرته على تشييد البيوت من غير انحرافات تذكر، وبرع في إقامة تصاميم هندسية لم تكن معروفة في مدينة جدة أيام شبابه، كان يأخذه من الحجاج، والمعتمرين، ففي أيام الحج يتفرغ لمتابعة الحجيج، والسؤال عن مهنة من يتحدث إليه، فإذا وجده بناء جالسه لرسم (كروكي) للعمران في بلاد محدّثه، فنبغ، وطار اسمه كأمهر البنائين، رغب أن أخلفه في مهنته، فهربت منه بحجة الدراسة، وعندما وجدني هائماً في الأزقة لم يكترث كثيراً بتلقيني ما يجب علي فعله، فانشغاله بالإنفاق على ثلاث زوجات ثابتات (غير الزوجات اللاتي جلس بين أحواضهن قليلاً، ومضى) جعل مهمته الأساسية توفير أرزاق لمطاحن الأفواه التي أوجدها على هذه الأرض، أو اقترن بها.

    في اليوم المحدد لمبيته في مخدع أمي يصل مع الغروب، وبينما هو يتناول عشاءه يداهمه النوم فلا يقدر على الانتقال أبعد من مائدة طعامه، ولا يقبل أن يُحرَّك من مكانه خشية أن لا يعاوده النوم بنفس القسوة، والجبروت، فيظل في المكان الذي يداهمه النوم فيه، هذه المداهمة ترغم أمي على المبيت معه أينما نام، ولكي لا تجد نفسها تجاوره في أماكن متفرقة من البيت، وهي في حالة تشكف، حرصت على استقباله في مخدعها بمجرد وصوله، وكان هذا الحرص محل انتقاد عمتي الدائم، واتهامها لأمي بتغييب أخيها عنها، واحتكاره روحاً وجسداً.

    عندما كبرت شعرت بأنه لا يطيق المكوث معنا بسبب صرير عمتي، وشكواها الدائمة من انفلاتي، ورخاوة أمي معي، وتذكيرها إياه بما يجب أن يفعله مع أقاربه، أو مطالبته له بزيادة النفقة عليها، أو جذبه في ثرثرة طويلة عما كان يجب أن يفعله لزيادة دخله، أو حثه على تسيير مصالحها المعطلة بسبب عدم اهتمامه بها، كل هذا النعيق (كان يفتعل فيه نومه العجل على ما أظن)، ويتخلص منا مع أذان الفجر، ليصل إلى عمله كما ينبغي لمعلم عليه الإشراف على كل صغيرة وكبيرة.

    ومع نهوض العمران الحديث تراجع موقعه من معلم إلى مشرف مبان، وفي غياب المهندس المشرف يتجاسر في تغيير المخطط، ومع جسارته يخسر قدراً كبيراً من موقعه بين العمال حين يأتي المهندس المشرف، ويأمر بإزالة ما استحدثه أبي محملاً إياه فروقات الهد، والبناء من جديد.

    هذا الدور الثانوي قلل من همته، وشيد في داخله حسرة خالطها إذعان مرغم في تلبية إرشادات المهندسين.
    في إحدى الظهاري اكتشف خطأ في أحد الأعمدة الممتدة لربط (كمرة) الدعائم بسقف السطح، ولكي يتأكد من الخطأ قبل أن يحاج المهندس المشرف خشية من تسفيه اكتشافه، أراد أن يتوثق، فمد قدمه في الفراغ قبل أن ينقلها على السطح، فلم يسعفه ثقله في البقاء متوازناً، ومع اختلاله كان جسده ملوثاً بدمه أسفل السقالة، ولم يعد مضطراً لسماع صوت عمتي، أو تلقي تبعات جسارته في مناكفة المهندسين، أو إجهاد نفسه بصعود السقالات العالية. كان محتاجاً ـ فقط ـ لمن يدس جثمانه في تربة تكون رحيمة به لذلك قررت رئتاه أن تنفجر داخلياً لتنزع عنه الأجهزة الطبية التي أخرت دفنه شهراً كاملاً.

    لم أحبه، أو أكرهه، كان ضيفاً خفيفاً، يأتي لينام، ويغادر في الصباح من غير أن يحدث جلبة.
    ومع حصر الوراثة كان قد خرج من الدنيا بابنين (أنا وإبراهيم)، وبنت (وليدة لم يمض على ولادتها سوى أسبوع من زوجته الأخيرة، لم أرها)، هؤلاء الورثة لم يجدوا شيئاً يذكرهم بأبيهم، فقد ادعت العمة خيرية ملكيتها للبيت الذي نقطنه، ولم نجد ـ نحن الإخوة ـ شيئاً نجتمع عليه.

    وعاش كل منا بعيداً عن الآخر، وبقيت أنا وعمتي خيرية ملتصقين في بيت واحد، نتبادل التربص ببعضنا.
    كنت قد سقطت قبل أبي، وأمي، فسقوط أبي أودعه التراب، وسقوط أمي أودعها العزلة، وسقوطي أودعني الضياع.
    تغيرت خارطة بيتنا، حدث تناقص مفاجئ وسريع وشح بيتنا من كل الوجوه (أمي، وأبي، والزائرين) إلا وجهها.
    قبل أن يسقط أبي غدا مجيئه لبيتنا أداء لواجب أخلاقي، وديني متحرياً من هذا المجيء العدل بين زوجاته، إذ لم يعد محتاجاً لأن يسمع صوت أمي، فمع قدومه يذرف الكلمات على مسامعها، لترد عليها باهتزازات من رأسها بالموافقة، أو النفي، وربما تجمعت دموعها في محاجرها، وسكبتها بعيداً عن عينيه.

    الوحيدة التي ظل صوتها ينخر فضاء بيتنا كان صوت عمتي، تستقبل أبي دائماً فائرة المزاج:
    ـ تركت هذه الدابة لمن يا فاضل؟
    فيختلط عليه الأمر، وينوي الاستفهام عن أي دابة تقصد: أنا أو أمي!
    ويرجح أنها تقصد أمي، فيحاول خفض صوته:
    ـ ألم يكفك ما فعلت بها؟
    فتفور برمدها المقذي:
    ـ ماذا فعلت بها، هي التي سقطت.
    حل الصيف، ومعه الرطوبة الدبقة، وتقافز أهل الحي لأسطح المنازل لإصلاح (أرايل) التلفاز، لاستقبال البث المصري، وتفنن البعض بتعليق الصحون، والقدور الكبيرة، وربطها بأسلاك (الانتيا) لاستقبال صورة أكثر وضوحاً للبرامج المصرية، كانت أخبار رقصات شيريهان تملأ مسامع النسوة، فتسابقن لنقل كل ما يبثه التلفاز المصري من ترفيه في مجالسهن كافتخار لوصول البث المصري لتلفزيوناتهن، ولم تشأ عمتي أن تكون بعيدة عما تسمعه (وكذلك أمي) فاقترعتا أيهما يصعد لإصلاح (الانتينا) بعد امتناعي عن تأدية هذا الدور بحجة الانشغال بالاغتسال، والتهيؤ لحضور حفلة طرب (شكشكة) وأبديت عدم استعدادي في تضييع الوقت من أجل هذا الأمر، حضرت اقتراعهما فيما كنت متجرداً، وسالكاً طريقي للدخول إلى الحمام، وكان على عمتي أن تصعد للسطح من خلال سلم عال ارتكز على جدارنا الداخلي، لكنها تمنعت بحجة أن الاقتراع ثلاثاً، وفي الثالثة جاء الدور على أمي، وكان الشرط بينهما أن تصعد من تأتي عليها القرعة، وتمسك الأخرى بالسلم.
    كنت أسمع صوتيهما المتعاليين، وأنا أغتسل:
    ـ هل ظهرت الصورة؟
    ـ (لا حركي يساراً، لا لا انتظري، حركي يميناً)
    ـ هه
    ـ (ايوه .. أيوه ثبتي الإريل... خلاص)
    خرجت من الحمام، وأمي تحاول الإمساك بالطرف الأعلى من السلم، وتتهيأ للنزول من على السطح، وعندما ثبتت يديها بطرفي السلم، رأيت عمتي تجذبها جذباً لتتعلق في الهواء، وترتطم على الأرض، وقطعة من لسانها تبتعد عن فمها ليلحق بها دم شاخب.
    احتفظت أمي بالقطعة المبتورة من لسانها في الفريزر على أمل استعادتها.
    كنت أشاهدها (وفي غفلة منها)، وهي تقرب المرآة من فمها، وتخرج لسانها المبتور تضعه بين سبابتها وإبهامها، وتحاول إيصاله بلسانها، تركبه تركيباً، وأول ما تتخلى سبابتها، وإبهامها عنه يسقط داخل فمها، أو على الأرض، تحمله كطفل رضيع، وتسرع بغسله بالماء، وهي تجهش بالبكاء، مرات عديدة قفزت للثلاجة، وعادت بالقطعة المبتورة تتأملها، وتحاول وصلها بلسانها، وفي كل مرة تسقط القطعة المبتورة في فمها، أو على الأرض، حركة معادة لم تمل من القيام بها، وفي إحدى المرات لم تجد لسانها المبتور الذي تحتفظ به في مكانه، فأخذت تبكي بحرقة، وهي تقلب محتويات (الفريزر) بحثاً عنه، احتاجت أن تفرغ (الفريزر) من كل محتوياته علها تجد قطعتها المبتورة أسفل ما تخزنه هناك.

    حاولت عبثاً أن ألحق بالقط الذي التهم تلك القطعة المبتورة، ادعت عمتي أنها تنظف الثلاجة، وامتدت يدها لترمي بلسان أمي المبتور لقمة سائغة لقط جائع دخل بيتنا في مراهنة على أكل ما يجده حتى ولو كان طوباً.

    رأيتها تمد يدها لداخل الثلاجة، وتلقي بشيء نحو ذلك القط، تنبهت له، وهو يقلب بمخالبه القطعة المتجمدة، ويلعقها، كنت متحجراً بين لعقه لقطعة قذفت إليه، وبين زيغ نظرات عمتي، تصنعت أنها تبعده عن اللقمة التي استقرت بين مخالبه، زجرها المتراخي لذلك القط كان تحريضاً على التقاط ما قدمته له والهرب، كان تحريضاً صريحاً حينما اقتربت منه على مهل متظاهرة بمحاولة أخذها منه قبل أن تنشب بين أظافره، فـ(بسبست) عليه، ليفهم أنها اللحظة الأخيرة للهرب بصيده، وعلى عجل قضمها، وقفز بها خارج البيت.

    ركضت خلفه بين الأزقة الملتوية، كان يمضغ لقمته، وهو يركض، قتلته بعد يومين قبل أن ينطق بعذابات أمي!
    في الليالي التي يكون أبي عند إحدى زوجاته تنفرد أمي بنفسها جانباً، وتبدأ في تدريب لسانها على إخراج الكلمات السليمة، فتخرج كل الكلمات كسيحة لا تبين معنى، وتظل تعالج بُكْمَها في محاولات مستميتة لنطق اسم أبي، وكلما عجزت تناشجت نشيجاً محموماً ودفنت رأسها في وسادتها.

    اعتزلت الخروج، ولم تعد تقوم بزيارة الجارات، واكتفت بالعمل داخل البيت، والانشغال بالتنظيف، والطهو، والغزل، ولا تخرج لاستقبال أحد من القادمات لبيتنا، فتجد العمة خيرية الفرصة سانحة لوصمها بكل النعوت التحقيرية على مسامع الزائرات من كونها امرأة معطوبة، لا تخرج من غرفتها بتاتاً، ولا تعمل شيئاً سوى الاستلقاء على سريرها، وتأتأة الكلمات الغريبة.
    في الليل تنفرد عمتي بمشاهدة التلفاز المصري بنشوة غامرة، وهي تردد المفردات باللهجة المصرية، وتضحك على لكنتها المصرية.






  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ينبع > جوال 0505361378
    العمر
    79
    المشاركات
    9,249
    معدل تقييم المستوى
    10

    Arrow رد: هام للغاية .... عــبده خــال والرواية

    وهذه قراءةسريعة وتعليق من
    مراسل بي بي سي في أبو ظبي آنــذاك حيث قال :
    وصف أحد أعضاء لجنة التحكيم الرواية بأنها صوت المهمشين
    وكالعادة، بدأ الصحفيون الذين وصلوا إلى فندق روتانا بيتش في أبوظبي لحضور حفل إعلان
    الفائز بالجائزة الدولية للرواية العربية المعروفة باسم "البوكرالعربية"، بدوأ التخمين في وقت مبكر،
    وشهد اللوبي والمقهى المجاور له تساؤلات حول من سيكون صاحب الحظ هذه المرة.

    هناك كاتبان من مصر بين المرشحين، فهل تفوز مصر للمرة الثالثة على التوالي؟
    وهناك امرأة الى جانب خمسة رجال، فهل ستمنح اللجنة الجائزة للمرأة الوحيدة المرشحة؟
    وكذلك هناك كاتب سعودي للمرةالأولى، فهل ستكون هذه فرصة للاحتفاء بأدب الخليج؟

    كان رئيس لجنة التحكيم الكاتب الكويتي طالب الرفاعي قد قطع الطريق على تساؤلات كهذه
    في بيروت في شهر ديسمبر/كانون أول الماضي، عندإعلان أسماء المرشحين.
    قال إن الاعتبار الوحيد الذي يحدد هوية الفائز هو جودةعمله الادبي، لاجنسه ولا جنسيته.

    ولكن حين تتنافس ستة أعمال معظمها متقاربة في المستوى الفني، كيف تستطيع اللجنة اتخاذ قرارها؟

    تبدا الجلسة الختامية بنقاش حول الأعمال المرشحة،
    وما لا يتمكن النقاش من حسمه يحسم بالتصويت في النهاية.

    وفي النهاية اختارت اللجنة رواية الكاتب السعودي عبده خال "ترمي بشرر".

    المجازوالواقع وصوت المهمشين

    الرواية عبارة عن لوحة سوداوية بالغة القتامة، تكاد تخلو حتى من مساحات رمادية أو ظلال ألوان أخرى.

    على امتداد مئات الصفحات،نتابع اعترافات شخص يعمل في أحد القصور الغامضة في مدينة جدة،
    يسدي خدمات مننوعة خاص لمالك القصر: هو ببساطة يقوم بتأديب أعداء رجل الأعمال المفرط في الثراء
    من خلال اغتصابهم جنسيا، بينما تقوم طواقم تصوير بتصوير العملية كاملة.

    لا تبوح الرواية بالكثير عن طبيعة العداوة بين مالك القصر وأولئك الأشخاص الذي يشهد ليل القصر
    والحي البائس الذي أقيم في وسطه صرخات استغاثتهم، ولكن القارئ يستنتج أنهم ربما منافسون للمالك
    في عالم الأعمال التجارية.

    القصر هو هنا مسرح لمشاهدالتحلل الإنساني والفساد والشر. ساكنوه ومرتادوه إما رجال أعمال فاسدون
    أومومسات أو أشخاص مشوهون يقومون بأعمال تتطلب شخصيات تكون نفسياتها مخزنا للقاذورات،
    كما يقول المؤلف عبده خال.

    بشاعة المشهد الذي تصوره الرواية جعلني أخمن إنه ربما مشهد مجازي للتعبير عن مقولة فلسفية،
    ولكن الكاتب سارع لنفي ذلك، فقد قال إنه لا يؤمن بإقحام المجاز والرمز على العمل الروائي دون أن
    يكون لذلك اساس واقعي. إذن فعبده خال يصور لنا واقعا يشبه الخيال في بشاعته،
    ويشبه الكابوس في أجوائه المرعبة.

    هذه الرواية كغيرها من روايات الكاتب ممنوعة في المملكة العربية السعودية

    كان ردعبده خال على سؤال حول تأثير فوزه بالجائزة على كتاباته اللاحقة يفتقر للحماس.

    قال إنه يخشى أن تفرض الأضواء واتساع رقعة قرائه عليه مسارا مختلفا عن الذي انتهجه حتى الآن،
    حين كان يتحرك بحرية تامة في فضاءات الإبداع.

    هذه الرواية هي صوت للمهمشين، كما أكد أحدأعضاء لجنة التحكيم المستشرق الفرنسي فريدريك ليجرانج، فشخصيات الرواية كما يقول ويؤيده المؤلف،نادرا ما تكون في دائرة الضوء: هي شخصيات بائسة، مشوهة،
    شبه معدمة، تقدم لك نمطا مغايرا تماما للمتوقع في مجتمع ارتبط اسمه بالثراء والروحا لمحافظة.

    ترفع الرواية السجاد الفاخر لترينا ما كنس تحته من قاذورات لم تستطع أن تخفيها ديكورات القصرالبديعة
    ولا تمكنت عطوره النفاذة من تغييب رائحتها القذرة.

    هذه الرواية أخذت على عاتقها إضاءة البقاع المظلمة في داخل شخصياتها، وفضح المستور ومواجهة القارئ
    بحقيقة مؤلمة، يلخصها الكاتب بمقولة فلسفية تعميمية مفادها أن النفس البشرية ليست سوى مخزن قاذورات.

    يصرالكاتب على هذا التعميم من خلال استبعاد أي ملامح مشرقة في شخصياته،
    وحتى تلك الشخصيات المشرقة التي مرت سريعاعبر المشهد كأنها اطياف،
    اختار لهاالكاتب الرحيل المبكر عن المشهد وعن الدنيا على حد سواء،
    فهل خاف عبده خال أن تفسد الملامح المضيئة لتلك الشخصيات أجواء البشاعة والظلام التي كرستها الرواية؟
    ومن المعلوم أن الرواية كانت ضمن المعروضات في المعرض الدولي للكتاب بالرياض قبل عدة أشهر .







  7. #7
    بني صخر

    رد: هام للغاية .... عــبده خــال والرواية

    اللهم لا شماته
    كلنا لنا اخطاء ونسأل الله العلي القدير كما سترنا فى الدنيا ان يسترنا فى الأخره .....

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •