أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
النتائج 13 إلى 21 من 21

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2004
    الدولة
    ينبع البحر
    المشاركات
    702
    معدل تقييم المستوى
    21

    من أقوال الأولين في ميزان الماضي والحاضر

    ما أحذق أحاديث الأولين ، وما أعذب قولهم ، يؤنس النفس سماع تجاربهم ، وتأخذ بالألباب بساطة أحاديثهم ، فلا يخلو كلامهم من مزج الحزن والفرح والغضب والرضا في الآن ، بل أنك لتجد النصيب الأوفر من العلم والمعلومات التي لم يكن يخطر ببالك أن شيخـًا في الثمانية والتسعين يسمعك إياها ، فتتشنف آذانك راغمه لأسلوب ما أجمله ، وحديثـًا ما أمتعه ، ومفردات لا تنساها ، بعضهم كأنه درس فن الإلقاء ، يعرف متى يخفض صوته ، وفي أي المواطن يعليه ، ومتى يتحدث بشدة ومتى يضحك بملء فيه ، منهم من يسترسل في الحديث ثم يتوقف فيصمت طويلاً حتى يساورك الشك لتشترك مع ظنونك أنه قد أنهى حديثه فلا تشعر وإلا ويستكمل ما يقول بنبرة قوية !! فتنتبه لتتابع كلامه وانسياب عباراته، وكل ما في الأمر أنه رأى أن مقام القول قد أستدعى تلك السكتة ، ولعل ذلك مقصودة التشويق و لفت الانتباه !!

    وإن مما سمعته وما يزال عالقـًا بذهني فأحببت أن أنقله بل أن أضعه في الميزان، وأستأذنكم فأذنوا لي أن أذكرها بالعامية كما سمعتها وأعرف أنكم ستأذنون ، فكم مشرف عندكم للآثار في مجالسكم الينبعاوية !

    يقول الكهل : يجي زمان الناس تأكل بالماعون نوبه وحدة وترميه ، ونتهول هذا الكلام كيف ؟؟
    ثم يتساءل : نطش الماعون اللي نأكل فيه ونطش المغراف اللي نشرب فيه ؟!
    كيف آكل وكيف أشرب ، يا ولد أطش ماعوني ؟ خبل أنا !!
    فيفك التساؤل : يقولون تجي خيرات ونعمات والناس ما عليها من المواعين ، ولك الله عشنا وشفناها ، جاءك البلاستيك اللي تاكل فيه الناس نوبه وحدة وتشرب بالكاس البلاستك نوبه وحده وترميه.
    ( نوبه : أي مرة واحدة ولعل أصلها من المناوبه وهو الدور ، نتهول أي يصيبنا الهول والعجب ، نطش : أي نرمي ).

    يتعجبون لأن الأواني الأساسية لم تكن متوفرة كوفرتها الآن ، فكانوا كما يقولون يستعيرون في المناسبات صحناً من فلان وفلان والقدر الكبير من عند فلان ، وكذا المغاريف والزبادي التي يشربون فيها الماء .

    يا من تفضلت علىّ بقراءة هذه السطور : تفضل أدخل إلي مطبخ منزلك الآن بعد أن تقرأ الموضوع ستجد أدراج من الألمنيوم مليئة بالمواعين فالأرفف تكاد تنطق مما رص عليها من أفخر الأواني ، هذه جاءوا بها من الصين وتلك صنعها لك الكوريون واليابانيون ومثلها الماليزيون والألمان ، ومنها ما أحضروها لك من إيطاليا أبطال كأس العالم لكرة القدم 2006، كؤوس أشكال متعددة ، وأنواع من الفنجاجيل والبراريد والدلال كالمرايا تشاهد نفسك فيها !! وحافظات القهوة والشاي ، وأطقم من أحلى الألوان ومقاسات وفيره فهذه كبيرة والأخرى صغيرة وتلك عوان بينهما ، ثم لا تجد المستخدم إلا مقاس واحد !! بل ان بعضها ليتقادم من الزمن ويعلوها الصدأ فلا تجد إلا سلة النفايات لتحل محلها أنواع أخرى .
    نعم لقد ولجنا الحياة المادية ، كثر الطعام وزادت المواعين وقل الطبخ في المنزل ، وما كان عارية بين الناس يتبادلونه في الأفراح ، اشرعت إليه المحال أبوابها لتؤجره بالمقابل المادي ، صحيح أنها سدت مسدها ، وأدت غرضها ولكنها جاءت على حساب تجذير وشائج الصلة ، وتعميق الأواصر ، وتقوية خلال المحبة ، ثم جدت عليها مؤجرات أُخر ، لم تعهد من قبل كمحال الحلويات وبائعي الورد والمشاغل النسائية ونحوها فتجدهم إن ضاع ما أجره أو تلف يأخذ قيمته جديدًا وهو قد أستهلكه سنوات وأخرج قيمته أضعافاً ، إنها الحياة المادية ، ونحن نضعها هنا للمقارنة مع الحياة الأخوية التي يحدثنا عنها كبار السن ، ولم آتي بهذا القول في هذا الموطن أيها الأحبة للمطالبة بعودة هذه العادة فهذا محال ، إنما أردنا طرق ما هيـّج النفس سماعة فأحببنا بعثه ونبشه ونشره ، ثم وضعه في ميزان الحياة ، الكفة الأولى للماضي والكفة الثانية للحاضر ، ولا أدري أيهما تطيش ! وكثير من مثل تلك المعايير مما هو مخبوء في ثنايا الماضي الضخم بحاجة أن يوضع !!


    أن العارية كانت تبث إلي النفوس السعد ، وتبعث الوفاء ، هي مرسول الهناء ، و على التحديد من هنا ، نذكر سورة لا يوجد أحد في المنتدى إلا ويحفظها ، إنها سورة الماعون قال تعالى : ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ(1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ(2) وَلَايَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ(3) فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ(4) الَّذِينَهُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ(5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ(6) وَيَمْنَعُونَالْمَاعُونَ )

    العارية بين الناس اليوم تكاد تكون قد انقطعت ، لقد كانت القدور والصحون دلائل كرم لذا تجد نتفًا من لطيف ما يروونه ، وطريف ما يتناقلونه ، وقد أوردتها هنا لأن الأقدمين كانوا يفاخرون بها حتى أنهم يجوزون بها حدود الصدق أحيانـًا !! فهذه القصة ذكرها المؤرخ عاتق البلادي رحمه الله في كتابه الأدب الشعبي في الحجاز
    قالوا : جلس حجازي ومصري يكذب كل منهما على الآخر ، فقال الحجازي : كان لأبي قدر كبير يعشي فيه ضيوفه ، صنعة سبعة نحاسين كل منهم ما يسمع طق الآخر !!
    قال المصري : كان لنا حمار نحمل عليه متاعنا ، فأصيب بجرح في الظهر من أثر حمل المتاع ، فصرنا نحرق النوى وندقه ثم نذر به الجرح ، فصدف أن نواة لم تنحمس ولم تندق فنبتت نخلة في ظهر الحمار ! وسرعان ما أثمرت فلم نقدر عليها لاهتزاز الحمار ، فصرنا إذا أردنا الرطب نأخذ من الطين المتماسك وأنا أحذف وأبوي يحذف فيتساقط علينا الرطب ، فتكونت على رأس النخلة روضة ! فنبتت فيها يقطينة ، فأثمرت اليقطينة قرعتين واحدة تشبع أهل مصر صباحًا والأخرى تشبعهم مساءً !
    فبهت الحجازي فقال : ولّ !! في أي شئ يطبخونها ؟
    فقال المصري : في قدر أبيك !!
    انتهت القصة وانتهي الموضوع ولكن يقولون ولا أدري من هم ! إن الذكريات تتبع قانون تداعي الأفكار فالشئ تراه أو تسمعه يذكرك بشبيهه أو بنقيضه أو بما يتصل به ،ومن موصول ذلك أن ننبه وللشباب خاصة ،لا تقطعوا حديث كبار السن للرد على الجوال حتى وإن كان المتصل هلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية لتناقش معك القضية الفلسطينية ! يا صاحبي هم لا ينظرون لوسائل الإتصال بمثل منظورك ، كذلك لم ينشئوا عليها ، لقد نشئوا على أن الصغير لا يقاطع كلام الكبير ، لأن ذلك فيه تقليل من شأنهم هكذا يرون وهو صحيح ، ومادام قد جاء الحديث عن الجوال فإن مما يقولونه. . . .
    دعوها للمرة القادمة لا تنتظرونا أنا الذي أنتظركم أن تتموا قراءة هذا الموضوع لأكمل . . . لا تنسوا الصلاة على أفضل خلق الله : اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبد الله الذبياني ; 22-06-2010 الساعة 02:12 AM
    وما فقد الماضون مثل محمد * * ولا مثله حتى القيامة يفقد
    اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    شعر حسان بن ثابت

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •