الماء أعز مفقود وأهون موجود

ولعله التاريخ يأبي إلا أن يعيد نفسه ، وربما لينبع مع انقطاع المياه وئام !! ومن يدري ربما هو الاسم وضده !!


لقد كان سكان ينبع يعتمدون بالدرجة الأولى على مياه الأمطار بحفظها في الصهاريج كمصدر من مصادر المياه حيث تنساب فيها عبر القنوات ويتم حفظها والانتفاع بها طوال العام ، وفي المنازل كل واحد عنده بركته التي تكفيه مدة من الزمن، وإن تأخرت الأمطار عانى السكان أشد المعاناة ، وكانت مياه المسيحلي و آبار عويص تعالج الأزمات ولكنها كما نحن اليوم يشق على كل أحد الذهاب إليها لإحضار الماء منها ، لبعدها ولعدم توفر وسائل المواصلات كاليوم ،أسألكم هل أحد اليوم منا يذهب لإحضار الماء من الآبار المحيطة بينبع بالرغم من توفر المياه في كثير منها وكذلك وفرة الآنية التي تحملها وسهولة المواصلات ؟ إذن المسحيلي وآبار عويص لم تكن من المصادر الأساسية للمياه إنما يستعان بها كما يستعان بالأشياب اليوم !! ولأن ينبع كان ممرًا للحجاج فقد كانت الحاجة للمياه تفوق وفرتها ، فجئ بالكنداسة في العهد العثماني وقت موسم الحج فعالجت جزءًامن المشكلة ، وفي عام 1347 هـ أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله بإنشاء كنداسة على الرغم من قلة موارد دولتنا آنذاك . . . اليوم تتأزم الأوضاع وبنفس الطريقة تحضر بارجة لتعالج المشكلة بشكل مؤقت لن تلبث إلا وستتجدد بعد أعوام وستكثر علينا البارجات !! في وقتنا الحالي ليست المشكلة في الموارد المادية لمعالجة هذه القضية ، مكمنها عدم وجود خطة إستراتيجية متكاملة وعقول تأخذ في الاعتبار الجذب السكاني ونسبة النمو المتزايدة ، هذا هو ما يجب أن يكون معتبرًا إن رغب المسئولون أن لا تتكرر !! والسلام