حضرتُ اللقاء بدعوة كريمة من الأستاذ / بسام يماني وفي رأيي كان لقاءً ممتعا مع الأستاذ الباحث والمؤرخ / صالح السيد وكان المحاور ومقدم اللقاء الأستاذ / بسام يماني على قدر كبير من الدقة وتسليط الضوء على شخصية الضيف واهتماماته وعلى الرغم من أن الموضوع كان محصورا في الجزء الأول من سلسلة ( ملامح من تاريخ ينبع) إلا أن الحوار كان أشمل واستطاع أبو عمار الإجابة على الأسئلة التي وجهت إليه بسلاسة وهدوء ، وهي تدور حول رحلته مع القراءة والتأليف وعن البدايات ، وأكد الأستاذ / صالح السيد من خلال تجربته وما واجهه من مصاعب وعوائق أكد على أهمية التدوين لكل ما يمر على القارئ فهو بالتأكيد سيحتاج إلى هذه المعلومات يوما ما ، ثم تحدث عن الإضافة التي أضافها كتابه مقارنة بمن سبقه مثل كتاب الشيخ الجاسر وكتاب المؤرخ عبد الكريم الخطيب ..
وفي إجابته على سؤال خاص بمجالات الحياة الموزعة بين العمل الوظيفي والقراءة والكتابة والتأليف والعمل الاجتماعي التطوعي قال بأن العمل الاجتماعي الميداني كان في مرحلة يتناسب مع سن الشباب . ولكنه أيضا بالإمكان ممارسته بما يناسب واقع الحال ، كما تطرق الحوار إلى التراث الشعبي والموروث في الحياة الينبعية قديما ، وكذلك كان الحديث عن مستقبل الحياة الثقافية في ينبع ومدى احتياج المجتمع إلى إنشاء ناد أدبي أو رابطة للأدباء والمثقفين ولم يخل الحوار من اللطائف التي كان يبثها أبو عاصم بين الحين والآخر حيث طلب من الأستاذ / صالح أن يحكي للحاضرين قصة ( العبارة المعروفة في الوسط الينبعاوي ( ينبعك والسلام) وطالبه أيضا إذا كان في الإمكان فتح مكتبته الشخصية ليستفيد منها الراغبون في البحث والاطلاع فلم يمانع أبو عمار في ذلك بشرط أن يكون الوقت محددا بين المغرب والعشاء ..كما كانت هناك مداخلات من الشيخ / عبد الرحيم الزلباني ومن المهندس / يوسف الحجيلي ومن المهندس حامد سبيه وغيرهم ..
وشعر الحاضرون بأن الوقت سرقهم بسماع أذان العشاء من المسجد المجاور للمكتبة العامة ..في الختام قدم الأستاذ / بسام شكره لضيف اللقاء / صالح السيد وأهداه درعا بهذه المناسبة ثم أعلن عن الضيف القادم لهذا البرنامج ، وفي كل الأحوال كان الجو مهيئا لتداول الشأن الثقافي عامة والخروج بإجابات شبه مقنعة بأن المجتمع يحتاج إلى حراك من هذا النوع للتواصل بين المثقفين وتنشيط العملية الثقافية بمثل هذا الاهتمام والمبادرات الجميلة التي يخطط لها الأستاذ / بسام بحسه ومشاعره النبيلة وبما يبتكره من برامج لعلها تعوض عن بعض ما يفتقده المجتمع من قصور في هذا الجانب نتيجة انشغال الناس بأمور الحياة والعمل والالتزامات التي باتت تسيطر على مساحات كبيرة من وقتنا وهمومنا .