الأستاذ القدير بسام اليماني

قد عرفناك باختيارك مذ ..... كان حريا بالحصيف اختياره

ولا شك أن 75% من نسبة نجاح المحاضرة وحظوها بالقبول كان في اختيار الموضوع فهو موضوع هام وحيوي مشاهد في كل مناحي الحياة وما زال الناس مختلفون منذ أن خلقهم الله

ورغم حساسية الموضوع إلا أن المحاضر استطاع ببراعة أن يمسه مسا رفيقا يلفت النظر دون أن يثير حفيظة أحاديي الرأي وهم كثيرون

واختلاف الرأي معروف منذ القرون الأولى ولم يكن يسبب حاجزا من الكره أو تبادل الاتهامات
والرسول صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم الأحزاب لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة فأدرك بعضهم العصر في الطريق، وقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيها، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم : فلم يعنف واحداً منهم .

وفي حديث أبي سعيد الخدري قال : خرج رجلان في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء ، فتيمما وصليا ثم وجدا الماء فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء ولم يُعد الآخر. ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له ، فقال للذي لم يعد:
أصبت السنة أجزأتك صلاتك، وقال للذي توضأ وأعاد: لك الأجر مرتين.

والإمام مالك بن أنس عندما عرض عليه الخليفة هارون الرشيد أن يعلق الموطأ ويحمل الناس عليه قال له إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في الفروع وتفرقوا في الآفاق ، وكل عند نفسه مصيب

كل هذه الأدلة وكثير غيرها ضربها أبو عاصم ليثبت أن الاختلاف موجود منذ الأزل ولكنه لم يفسد للود قضية ولم يفرق بين متحابين

ولكن ما بال القوم اليوم يضيقون بالاختلاف ويعتبرون كل من لا يرى رأيهم فهو ضدهم ولو نظرت إلى بعضهم وهو يتحدث عن اختلاف الرأي لعجبت مما يسوقه من أمثال وما يسرده من أدلة يؤكد فيها وجود الاختلاف ويحث على احتواء المخالف وتفهم وجهة نظره .. فإذا ما تعرض إلى موقف من مواقف الاختلاف رأيته قد تناسى كل هذه المثاليات وتشبث بكل ما يقوله واعتبره الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بل تعدى ذلك الرأي إلى القدح بصاحبه ووصفه بأقذع صفات الفسوق واتباع الهوى

أمر غريب حقا ويحتاج إلى مزيد من مثل هذه المحاضرات واللقاءات الهادفة التي تعيدنا إلى المنابع الصافية من ديننا الحنيف

شكرا للأستاذ بسام على هذه المحاضرة وشكرا لملتقى ينبع الثقافي هذا الوقت الممتع والمفيد

أما الأستاذ أبو سفيان وتقديمه للقاء فتلك حكاية أخرى من حكايا الفخر والاعتزاز بهذه الينبعي المتدثر بالعلم والمعرفة والثقافة والذي لم يقع عليه اختيار القائمين على الملتقى إلا عن خبرة ودراية بمن يستطيع من الرجال أن يملأ فراغ أبي عاصم
لقد زاد حضوره وتألقه وفصاحته الملتقى ألقا وأضفى عليه خبرة السنين وحكمة الشيوخ . فلم يترك شاردة ولا واردة عن الضيف إلا وخص بها الحضور قبل أن يهيئ الأذهان لاستقبال المحاضرة بتوثب وشوق فله منا كل الشكر والتقدير
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم