كان بإمكان الصديق الأستاذ أحمد العمري أن يعتب على القائمين على المهرجان بتجاهل الصحفيين وعدم دعوتهم للتكريم دون أن يعرض بأصحاب المنتديات والمواقع الإلكترونية ويقول أنهم حضروا طمعا في التكريم

يبدو أن الصديق الأستاذ أحمد العمري يهون من دور الإعلام الإلكتروني في نقل الأحداث ولا يعترف بسحبه البساط من الإعلام الورقي في حين أن الجميع قد أدرك هذه الحقيقة وبدأت مناقشتها على مستوى الإعلام العربي وليس المحلي ففي الجلسة الخامسة للملتقى الإعلامي العربي السابع الذي عقد في الكويت تحت عنوان ( دور التكنولوجيا في تنمية وسائل الإعلام ) وشارك فيه وزراء إعلام ورؤساء تحرير وخبراء إعلاميون وصحفيون كان الاتفاق على أن التكنولوجيا ساهمت بشكل لافت في صنع القفزة الإعلامية لتي يشهدها الاعلام حاليا وجعلت المادة الإعلامية في متناول الجميع من خلال مواقع الانترنت التي يمكن الوصول إليها من أي مكان وفي أي وقت وبذلك اختصرت المسافات وتعدت الحدود لتصل إلى أكبر شريحة من القراء بعد أن كان انتشارها محدودا بالكمية المطبوعة.كما ساهمت التكنولوجيا في إثراء المادة الإعلامية فهي اليوم ليست سمعية ومرئية ومكتوبة بل تعدتها لتكون تفاعلية تتيح التواصل المباشر مع جمهور المتابعين لرصد آرائهم ومعرفة انطباعاتهم

وإذا كان نشر الخبر في الصحف يتم كل أربع وعشرين ساعة ـ هذا إن حدث ـ فإن نشر الخبر في المواقع الإلكترونية يتم على مدار الساعة بضخ أكثر ومعالجة أعمق

وإذا كانت الصحيفة تنشر صورة أو صورتين للحدث فإن المواقع الإلكترونية تنشر مئات الصور المتنوعة

وإذا كان مراسل الصحيفة يقوم بالتغطية لمدة ساعة أو نصف ساعة فإن مراسلي المواقع الإلكترونية مرابطون في مقر المهرجان وبعضهم مشارك فيه بفعالية

ولا أبالي حين أقول أن كثيرا من مراسلي الصحف يعتمدون على المواقع الإلكترونية في نقل الأخبار والصور

إذن فالتكريم يأتي على قدر ما قدم من جهد وما أدي من دور ساهم في التعريف بالمهرجان ونقل فعالياته

وكل منصف يرى أن الدور الذي تقوم به المواقع الإلكترونية

ماثل للعيان ومعترف به على مستوى وزراء الإعلام بل وخائفون منه ويعقدون الملتقيات للوصول بالصحف إلى ما وصلت إليه المنتديات وما هذه المواقع الإلكترونية للصحف إلا جزء من هذا السعي الحثيث للوصول بالصحافة الورقية إلى مستوى الصحافة الإلكترونية التي ساهمت بسحب البساط باعتراف قياديي الإعلام في الوطن العربي

كما أن الإشارة إلى أن الصحافة تجاهلت نشر السلبيات التي طغت على المهرجان فإنما هو دليل على انعدام المسؤولية ونقص المهنية .. فما الذي يمنع الصحافة من الإشارة للسلبيات التي تراها رأي العين ؟ أهو الطمع في التكريم الذي وصمت به المنتديات ولما لم يحصل بدأت الإشارة إليه على سبيل المن !

الغريب أن المنتديات التي انتقدها لم تفعل هذا بل مارست دورها في النقد وتسليط الضو على السلبيات و لم تكف عن النقد طوال الفعاليات ..فمن كان يطمع في التكريم ؟

وقد ذكرني هذا المقال بموقف طريف حدث من أحد مراسلي الصحف بينبع عندما دعينا لتغطية مناسبة في إحدى الجهات الحكومية وإذا بصاحبنا يقول : إذا دعيتم المنتديات مرة أخرى فلا تدعوني !
مسكين كان يظن أنه أكبر شأنا من المنتديات !
أينه الآن ليرى الواقع الذي يعترف بالصحافة الإلكترونية على مستوى الإعلام العربي

وأخيرا نحن يسعدنا تكريم كل مجتهد بما في ذلك الصحف ولكن قول أن مراسلي المنتديات حضروا من أجل التكريم هو قول يجانب الحقيقة لأن مراسلي المنتديات لم يغيبوا أصلا عن المهرجان طوال فعالياته

والله ولي التوفيق