السلام عليكم .. ، إجازة قصيرة .. ورجعنا بحمد الله ،
الصفحة الثانية من الكتيب .. احتوت على التالي :
مكونات الدار :
الدهليز = هو الممر من المدخل الرئيسي إلى بقية أجزاء الدار .
دكة الدهليز = وهي عبارة عن جزء مرتفع من أرضية الدهليز ، يستغلها صاحب الدار وقت القيلولة .
دكة الديوان = هي عبارة عن دكة مرتفعة عن مستوى أرضية صحن البيت الذي تطل عليه ، ويستغلها أهل الدار لمعيشتهم طيلة اليوم صيفاً ، وكذلك لاستقبال الضيوف من النساء . وصحن الدار عادةً مايحتوي على نخلة أو شجيرات تتوسطها " فسقية " وهو حوض ماء صغير يرطب الجو مع التبخر .
القاعة = وهي أكبر مواقع الدار مساحةً ، وتحتوي على دكتين مرتفعتين عن مستوى أرضية القاعة وتقعان على اليمين واليسار من باب القاعة . وفي سقف القاعة يوجد " الجِلا " ، وهو عبارة عن فتحة ممتدة الى سطح الدار " مفتوحاً الى السماء " . ويكون هذا الجِلا هو وسيلة التهوية والاضاءة ، بسبب أن معظم دور المدينة المنورة متلاصقة ببعضها البعض مما لايدع مجالاً لوجود نوافذ سوى في الواجهة الرئيسية . ولذلك كان البديل هو الجِلا . وتُستغل هذه القاعة لاستقبال الضيوف في المناسبات .
المقعد = وهو عبارة عن مجلس يستغله صاحب الدار لاستقبال ضيوفه في المساء .
بيت البير = ومن تسميته يتضح أنه المكان الذي يوجد فيه البئر . فنظراً لكميات المياه الجوفية التي كانت تختزنها أرض المدينة المنورة ، فقد كانت غالبية الدور تحتوي على آبار يستخدمها أهل الدار للغسيل والشرب . وفي نفس بيت البير يوجد مكان الاستحمام ويُسمى " المروش " .
بيت الدرج = وهو يحتوي على السلالم المؤدية للدور العلوي ، وتحت الدرج توجد " الحنية " وخلفها " بيت الما " أو " بيت الطهارة " أو " بيت الراحة " وكلها تعني المرفق الصحي للدار . وبجانب هذه الحنية توجد دكة صغيرة مرتفعة عن مستوى الأرض يوضع عليها صهريج مياه به بزبوز " حنفية " للوضوء .
السقوف = طريقة عمل السقوف تُعتبر بحد ذاتها فناً بديعاً ، حيث يتم وضع ثلاثة أعواد طرفة " من شجر الطرف " أو جذوع نخل في كل متر واحد تقريباً ثم يتم تشريح جريد النخل الطري لشرائح عديدة ، وتستخدم في تجميل السقوف بطريقة أسمها " السطرنج " ويُقصد بها لوحة لعبة الشطرنج . ويتم تلوين تلك الشرائح بعدة ألوان كالأحمر والأزرق ويتم تثبيتها بشكل متقاطع على الجذوع ، ثم يتم تغطيتها بالخسف المصنوع من سعف النخيل . وبعد ذلك يتم وضع الطين المأخوذ من الأراضي الزراعية أو بطون الأودية وتكون كالصلصال الذي يصبح بعد جفافه متماسكاً ومتيناً .
هذه الطريقة القديمة والأصيلة في بناء الدار وعمل السقوف .. تم تطبيقها بحذافيرها في دار المدينة بواسطة معلمي البناء القدامى ، ولم يتم استخدام أي معدات أو وسائل حديثة في بناء ذلك الدار في تلك الفترة . ويُمكن لكل من يرفع عيناه إلى سقف الدور الأرضي من الدار أن يُشاهد ذلك الفن الجميل .
وحقيقةً .. لاأعلم إن كانت الإضافات المعمارية التي تم استحداثها في السنوات اللاحقة بجوار الدار قد استخدمت نفس تلك الوسائل القديمة أم تم بنائها بطرق ومعدات حديثة . أنا عن نفسي برفقة جماعتي القدامى حرصنا على أن يكون تراثاً حقيقياً .
في المرة القادمة .. سنتحدث عن تأثيث الدار ومقتنياته في تلك الفترة .