أبا سفيان وأبا رامي والشاهين .. شُكراً على كرم أخلاقكم ، وآسف على التأخر .
نستكمل :
رجعت للجنادرية بعد العصر فوجدت أن جميع الشاحنات كانت قد وصلت وتم تفريغها بموقع البناء ، وكان المعلم حمدي وزملائه بخيت وبكر ويحي وأدريس يتفقدون الأشياء التي وصلت ويصنفونها . بعد صلاة المغرب .. أجتمع المهندس حازم بالمعلمين وسجلوا جميع احتياجاتهم من عمالة محلية وأدوات بناء ليتم جلبها .
ورد في أحد التعليقات السابقة من العضو الأحمدي بأن خاله المعلم حمدي أشار لبعض الأسماء التي شاركته العمل . وأنا حسبما أذكر .. أنه تمت الاستعانة ببعض الأشخاص الذين أحضرهم المعلمين من المدينة بخلاف العمالة التي تم استئجارها من الرياض . ولكني لا أتذكر جميع الأسماء .. فقد كان فريق البناء يتكون من 55 شخصاً حسبما ورد في سجلات المحاسبة لدي .
على العموم .. ،
بعد تفقد أرضية الموقع .. أتفق المهندس حازم والمعلمين على أن أرض الموقع يجب معالجتها لكونها رملية ورخوة جداً .. ولاتحتمل ثقل البيت الحجري . فكان الحل .. أنه تم الحفر بعمق مترين ووضع فراش إسمنتي متين تحت أساس البيت .
ودارت رحى العمل .. ، فكان المعلمون ومعاونوهم بإشراف المهندس حازم يبدأون بعد صلاة الفجر ويتوقفون مع آذان المغرب . بقيت أنا معهم ليومين اطمأننت فيها على انتظام سير العمل ، ثم رجعت للمدينة المنورة لاستكمال إعداد بقية مشاركات المنطقة مع اللجنة المُشكلة لهذا الغرض . كان عملنا يقتضي الاختيار بين فرق الفنون الشعبية من المحافظات والحرفيين والأعمال المسرحية للمشاركة بالمهرجان . وذلك بخلاف عملنا أنا وزميلي فؤاد مغربل على تجهيز أثاث البيت .
عُدت للجنادرية بعد أسبوع .. فوجدت أن العمل يسير على مايرام .. وأن الجميع يؤدون مهامهم بحماس وأمانة . وظهرت أول عقبة في الأسبوع الثاني من العمل .. ، فقد كان المهندس حازم في طريقه من الجنادرية إلى الرياض بالسيارة لشراء بعض المستلزمات ، فخرجت عليه سيارة بشكل مفاجئ من الصحراء واصطدمت به . وكانت النتيجة أنه تعرض لكسور في الساق وتهشم الركبة ، وتم نقله على وجه السرعة للمستشفى . وبقي هناك عدة أيام ثم خرج بالجبس وعلى عكاكيز . والحمد لله أن مهمته كانت قد أوشكت على الانتهاء ، فزار زملائه بعد خروجه من المستشفى وأبلغهم مرئياته الأخيرة وعاد إلى المدينة . ولايزال المهندس حازم يعاني من مشاكل في الركبة حتى يومنا هذا .. بالرغم من مرور 22 سنة على هذا الحادث .
تقريباً في الأسبوع الثالث .. حدثت المفاجأة الثانية . فقد كان أحد معلمييّ البناء ( لاداعي لذكر أسمه ) رجلاً كبيراً في السن ونظره ضعيف ، ولكنه يتمتع بصحة طيبة وخبرة كبيرة في البناء القديم . كان يضطرّ للتبول مرات كثيرة بسبب السكر ، ويصعب عليه المشي في كل مرة إلى دورة مياه السكن ، فيلجأ إلى التبول خلف احدى الشجيرات الصحراوية القريبة من موقع البناء . وبينما كان الجميع يعمل في البيت بين العصر والمغرب ، انطلقت صرخة عالية من بعيد .. فهرع الجميع إلى هناك . فماذا حدث ؟
( نستكمل في المرة القادمة )