السلام عليكم ،
في البداية .. أشكركم جميعاً اخواني الكرام على حُسن ترحيبكم ولطفكم . وأكرر مرةً أُخرى بأنني لست مهندساً .
ونعود لاستكمال الحديث عن بيت المدينة :
أتذكر أنه بعد موافقة سمو الأمير عبدالمجيد رحمه الله على فكرة بناء البيت ، بدأت أفكر في كيفية العثور على من يقوم بهذا العمل . فقد كنت حريصاً على أن يتم بنائه تماماً كما كانت تُبنى بيوت المدينة القديمة . وأتذكر أنه أقترح أحد زملائي بأن يتم الاتفاق مع مؤسسة مقاولات تبني البيت بالمسلح ثم يتم تكسيته بديكور حجري ليظهر بصورة بيت قديم ، ولكني رفضت الفكرة تماماً .. وقلت بأنه يجب أن يُبنى البيت طبق الأصل من الطريقة القديمة ، فكيف نغش في تأريخنا وتراثنا !! فأستشرت مهندس الأمانة حازم رزق عن كيفية العثور على معلميّ البناء القدامى فأقترح عليّ أسم عمر جراح من منسوبي الأمانة لعلاقته بهذه الأمور ، وأنه يمكن أن يعرف طريقة للوصول اليهم . فأستدعيت عمر لمكتبي بالأمارة وسألته ، فعاد لي بعد يومين وأخذني لشرب شاي الصباح في مجلس أحد الأشخاص في أحد أحياء المدينة القديمة . وهناك تعرفت على الأخ حمدي أبو رحيلة وتحدثنا حول الفكرة ( ولا أدري إن كان ذلك المجلس هو بيت الأخ حمدي أم شخص أخر ) . ولكن المفاجأة التي ضايقتني بشدة .. عندما أعتذر الأخ حمدي عن المشاركة بسبب تقدم العمر ومشقة السفر وطول مدة توقفه عن هذه الصنعة . فجلست معه ساعتين أفاوضه وأشرب معه من براد الشاهي حتى وجعتني بطني . وأخيراً أقتنع ( ولن أذكر سبب أقتناعه ) ووعدني بالموافقة إن وجد آخرين يشاركوننا هذه المهمة . وبعدها بعدة أيام أتصل بي فذهبت اليه ورجعنا نُكعّ من براد الشاهي . وأخبرني أنه وجد ثلاثة اشخاص هم يحي ابو لبن وبخيت حامد وبكر برناوي ، فطلبت منه المزيد ، فأخبرني عن معلم من المقيمين القدامى في المدينة ولكنه تونسي الجنسية فقلت له لامانع . وهكذا أصبح لدينا خمسة معلمي بناء .
بعدها .. أجتمعت بالمهندس حازم رزق الدارس لهذا النوع من البناء القديم والأخ فؤاد مغربل الخبير بتراث المدينة ، وطلبت منهما البدء بتصميم البيت ، وأجتمعت بالأخ عمر جراح وطلبت منه أن يبدأ بالبحث عن الأحجار وجميع لوازم البناء من جذوع الأشجار والنخيل واالرواشين والأبواب . وأمهلتهم أسبوعين ليعودوا لي وهم جاهزين تماماً .
( نستكمل الباقي في المرة القادمة .. وأقول لحبايبنا جماعة أبو رحيلة .. الصبر طيب )