شكرا أبو ياسر على الصورة التي عمرها أكثر من 130 سنة وعندما رأيت صورة / إبراهيم عواد باشا ضمن الصور تذكرت مساجلاته وعلاقته بالشاعر / القفطي ورجعت للموضوع التوثيقي الجميل الذي نشره الأستاذ / أبو رامي هنا على 7 حلقات بعنوان :
( انطباعاتي عن الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي )
وكان القفطي كثير المدح للشيخ / إبراهيم عواد كقوله :


[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""] من عاش في كنف " ابن عواد " رقى = أوج الكمال وعاش في عيش الهنا[/poem]

وفي قصيدة أخرى أوردها أبو رامي يقول أيضا في موضوعه :
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

أيا عرب وادي " ينبع البحر " إنني = على عهدكم باق مدى العمر والدهر
ملكتم فؤادي مذ سكنتم ببيته = وأدخلتم وجدي وأخرجتم صبري
نأيتم ولا زلتم مقيمين في الحشا= وبنتم وما بنتم عن البال والفكر
لقد سبقت لله فيكم محبة = فصار " ابن عواد " لكم والي الأمر
كريم حوى في بطن راح يمينه = سبيلا بها الأرزاق تنساب كالتبر
سخي إذا ما الغيث سح بودقه = يسيح لنا من جوده وابل القطر

[/poem]

ابن عواد : هو إبراهيم عواد باشا والي ينبع في عهد العثمانيين ..أو قائمقام ينبع كما يسمونه أحيانا ؛؛

وربما يكون وجوده في هذه الصورة بالذات له علاقة بما سأورده هنا في هذه الوثيقة العثمانية
التي تتحدث عن نفي إبراهيم عواد باشا إلى استانبول ومعه الشيخ / ضيف الله بن جريثيم من شيوخ القثمة ، والشيخ جابر بن هليل من شيوخ الثبتة من قبيلة عتيبة بسبب معارضتهم لأمير مكة المكرمةالشريف عبدالمطلب الذي طلب من الباب العالي نفيهم وقد افادت الوثيقة العثمانية الصادرة في 5 ذي القعدة 1299 هـ انهم نفوا بالفعل الى استانبول, وأنّ الطلب الذي قدموه باخلاء سبيلهم والعودة إلى مكة قد رفض

إليكم نص الوثيقة كما نقلت من مصدرها :

نص الوثيقة
( بناء على ما أبداه دولة سيادة أمير مكة المكرمة جناب عبدالمطلب أفندي من حاجة سياسية، فإن الأشخاص الذي أرسلهم إلى إستانبول، ووضعوا في السجن العام بصفة مؤقتة، ونظرًا للاستدعاء المشفوع بالواسطة المقدمة منهم، فقد أخليت سبيلهم، وهم:
قائمقام ينبع الأسبق أمير الأمراء إبراهيم عواد باشا
والشيخ ضيف الله والشيخ جابر، وشيوخعربان البدو القاطنين في منطقة الطائف. وبناء على أنإعادتهم في الوقت الراهن إلى مكة المكرمة لا يوافق المصلحة العامة،كما أن وقايتهم من الوقوع في ضنك من العيش لا يلائم شأن جناب السلطان؛ ولذلك فقد تقرر منح إبراهيم عواد باشا مبلغ ألف وخمسمئة قروش، والشيخ ضيف الله والشيخ جابر مبلغ خمسمئة قروش لكل واحد منهما، على أن يستوفي ذلك من الخزينة الجليلة شهرًا بشهر،ويصرف لهم المبلغ المذكور راتبًا مؤقتًا طيلة بقائهم في إستانبول،ويسلم لهم شخصيًا من خلال إدارة المراسم السلطانية حيث صدر بذلك المرسوم السلطاني. والأمر والفرمان لحضرة من له اللطف والإحسان. 5 ذوالقعدة 99 12هـ ...على رضا )

والمفهوم من هذه الوثيقة أن المذكورين قد أودعوا السجن باستانبول بشكل مؤقت، ثم أخلي سبيلهم بناء على استرحامهم وطلبهم ، على أن يعودوا إلى موطنهم الحجاز؛ غير أن الباب العالي وقبل أن يسمح لهم بالعودة قام بمعرفة رأي أمير مكة المكرمة في الموضوع، فأظهر اعتراضه على عودتهم بحجة عدم مواءمة ذلك للمصلحة العامة .. فتم إطلاق سراحهم وإبقاؤهم في إستانبول منفيين، وخصص لهم الباب العالي راتبًا شهريًا لكل واحد منهم.

المصدر: مجلة العرب ( النفي في الجزيرة العربية في الوثائق العثمانية )