الأخ العزيز / أبو مشاري
أشكر لك اهتمامك وإطراءك كما أشكر الإخوة المتداخلين وأجيب على استفساراتكم باختصار :
أولا أبدأ بموضوع وجودي في المهرجان فأنا تلقيت دعوة من إمارة منطقة المدينة المنورة واستلمت بطاقة عضوية ضمن وفد المدينة المنورة لا يمكن لأي شخص الدخول للمهرجان في أيام محددة إلا وهو يحمل هذه البطاقة التي كتب عليها الاسم والعمل والجنسية وعليها عبارة( متحدث عن محافظة ينبع) وهناك وجدناها فرصة لنكون مع المشاركين من ينبع نلتف حولهم ونساعدهم ونذلل كل عقبة تعترضهم وكأننا جزء منهم حيث أن مشاركة ينبع تمثلت في معرض الثروة السمكية ويمثله / عاطف الفايدي وأحمد عطية الرفاعي ، وفي صانع السفن الأخ/ خالد أحمد جابر ، وصانع الرواشين / سالم السيد ، وصانع الشباك والمهالك / وجدي السيد ، ومشاركة للأكلات الشعبية ( الكنافة والغريبة والبسبوسة) لناجي محمد ناصر .. وكلهم شرفونا بتواجدهم وحسن تعاملهم مع الجمهور
بالنسبة لمهرجان الجنادرية هو بلا شك تظاهرة ثقافية وتراثية وإعلامية غير عادية وكان وجودي شخصيا ومشاركتي في المهرجان لأول مرة فرصة طيبة لأطلع على فعاليات المهرجان وبرامجه ويكفي أنك تشاهد هذا الحشد من البشر وهذه الإمكانيات والتنظيم من الحرس الوطني لتشعر بأنك تعيش في مدينة بكاملها تجمع مختلف الأطياف والثقافات التي تمثل مناطق الوطن الغالي وتتعرف على أشياء لا تعرفها من قبل ، وتتعامل مع أناس غريبين عليك في أول وهلة ثم ما تلبث أن يتغير إحساسك ويطمئن قلبك وتجد التنافس الشريف بين بيوت المناطق وبرامجهم المتنوعة.. ونستطيع أن نصف المهرجان بالعالمي فهو ينفق عليه بسخاء ويضم نخبا من المثقفين وضيوف المملكة من الأدباء والمفكرين والشعراء والحرفيين والفرق الشعبية ..ولا يمكن لمثل هذه النشاطات والمشاركات الكثيرة جدا إلا وتكون مصحوبة بأخطاء وسلبيات غير مقصودة نتيجة حجم الفعاليات وعلى الرغم من حرصي على زيارة كل الأجنحة والمواقع إلا أنني لم أستطع تغطية كل الموجود ؛؛ ولعل السلبيات التي رأيتها لا تقلل من الإيجابيات الكثيرة وحجم الحدث أو تنقص من أثره ولكننا دائما نسعى للأكمل والأفضل وأستطيع أن ألخص بعضها في الآتي:
1ـ تكرار الفعاليات كل عام بالطريقة نفسها أصبح مملا وربما يكون هذا لمن يحضر سنويا رغم أن الحضور مكثف جدا إلى درجة الزحام .

2ـ تشعر وأنت في ساحات المهرجان بأن الهدف هو إنعاش المطاعم وزيادة عدد المستهلكين للوجبات السريعة فلا يخلو ركن أو زاوية من محل لبيع الأطعمة والسندويتشات وتعدد الأفران والشوايات والعصائر وهذه الأشياء لا بأس بوجودها ولكن في حدود المعقول والمقبول .

3ـ لكل مهرجان أهداف وأغراض هي بالتأكيد معروفة لأصحاب القرار والمنظمين الأساسيين ولكل من له علاقة بهذا العمل الكبير ولعل من أبرزها إحياء التراث وتعريف الأجيال بماضي الأجداد ومتاعب الحياة مقارنة بما ننعم به اليوم من خدمات وتطور وإمكانيات وفيه تذكير بمآثر السابقين وتخليد لأعمالهم وتضحياتهم مع إبراز الوجه المشرق لإداراتنا ووزاراتنا إعلاميا وإطلاع الغير على منجزاتنا الحضارية بالمشاركات والفعاليات الثقافية ودعوة النخب العربية والإسلامية من المفكرين والأدباء وكبار الشخصيات ؛؛ إلخ ... هذه الأهداف وغيرها التي لابد من مراجعتها والتأمل فيما تحقق منها وهل تكرار بعضها سنويا فيه فائدة تعادل الجهد والتعب والمال المبذول .

4ـ هناك قصور إعلامي في إبراز بعض النشاطات وهناك ضعف في التعريف بمواقع النشاطات داخل المهرجان مثل ما يقع من العاملين في مشاعر الحج عندما تأتي بشخص من منطقة أخرى وهو لا يعرف مواقع مجمعات الحجاج ولا مسميات الشوارع فأنا سألت أكثر من رجل أمن عن عناوين ومواقع تأكد لي أنهم لا يعرفونها ولم يسمعوا بها .

5ـ الفعاليات الثقافية والشعرية والفكرية لا أحد يعرف عنها شيئا ولا حتى عن أماكنها وأعتقد أنه لا يحضرها إلا النخب من الشخصيات وما نشاهده عبر القنوات الفضائية فقط .
6ـ الأوبريت الغنائي أصبح نسخة مكررة من / محمد عبده وزملائه وكأنه حكر عليهم فلماذا لا نغير هذا الروتين ونأتي بأصوات جديدة وقوية ألا يكفي 25 أوبريت من التكرار حتى يكون المهرجان سببا في خلق واكتشاف أصوات ومواهب جديدة .
7ـ مشاركة المحافظات ضمن مناطقهم في معظمها أصبحت شكلية وكأنها إرضاء لهم فلا بد من خلق التنافس بين المحافظات وتخصيص أجنحة لكل محافظة أو تحديد محافظتين كل سنة ليأتوا بما عندهم وهناك تعتيم على المحافظات بطريقة أو بأخرى .

8ـ حبذا لو تؤسس إدارة في كل منطقة خاصة بالمهرجان وفعالياته يتابعون ما يقدم ويقيمون الأعمال ويكون لهم رأي فيما يجاز ومالا يجاز ؛؛ بدلا من إسنادها لأشخاص من عدة إدارات لا يتم تغييرهم إلا بشق الأنفس .

9ـ هناك آثار وإمكانيات ومعالم في المناطق والمحافظات كأنها مجهولة ولا أحد يعرف عنها شيئا والمهرجان فرصة ليقوم التلفزيون ببث حي من هذه المواقع للتعريف بها وبتاريخها ..فكم من زوار المهرجان يعرفون مدائن صالح ، وموقع غزوة العشيرة ، وجبل رضوى والأماكن التي تواجد فيها كثير عزة وحاتم الطائي .. كنت أتمنى أن يخصص جناح على الأقل لعرض صور على شاشة مكبرة نقوم بالشرح عليها لهذه المعالم التي تخص منطقتنا ولكن العذر أنه لا يوجد مكان بينما الأماكن مملوءة بمن يبيعون البخور والنعناع والأبازير .
كما أن بعض المناطق أخذوا مساحات شاسعة ربما تزيد عن حاجتهم بينما مناطق أخرى محصورين في مكان لا يتسع لفعالياتهم وبرامجهم .
10ـ أجزم بأن المملكة بمناطقها ومحافظاتها ومراكزها واتساع مساحاتها وتعدد ثقافاتها ومعالمها وآثارها وثقافاتها وشعرائها وأدبائها لم يستوعب المهرجان منهم ولا نسبة 5% من هذه الموجودات والسبب عدم وجود جهاز مستقل يتابع هذه الفعاليات ويرصد المشاركات ويجدد في الشخصيات ويغير الروتين الذي يتكرر في كل مناسبة .
أخيرا لا تحضرني الآن مواقف معينة غير أن الغبار الذي يأتي في كل عام مع مناسبة الجنادرية يحتم على المسؤولين إعادة النظر في التوقيت وقد أخبرني بعض ممن يحضرون المهرجان سنويا بأن هذا الغبار يتكرر في كل عام أم المواقف الأخرى ففي الليلة التي جاء يها تلفزيون القناة الثقافية لتسجيل السهرة من بيت المدينة ؛ طلب منا أن نجهز أنفسنا للحديث عن المحافظة فجهزت معلومات ذهنية مختصرة عن ينبع النخل وتاريخها وينبع البحر ثم ينبع الصناعية ، وفي آخر لحظة قبل التسجيل على الهواء قال المذيع لا نريد أي كلام عن المحافظات والتعريف بها فهي معروفة للجميع لأن الوقت ضيق ونريد التحدث عن المهرجان نفسه والمشاركات وفي تلك اللحظة خطر ببالي أن انظم كسرة من 8 أغصان أبدأ بها الحديث وعندما أعطوني الكلمة قلت:


[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

اليوم يا زين سهرتنا = يا زينها في الجنادرية
بيت المدينة صناعتنا = محلا الصناعة المحلية
ولما نشاهد مسيرتنا = خمسة وعشرين حولية
نهنا ونسعد بجلستنا = مع القناة الثقافية
[/poem]

وقلت لعل هذه البداية تشفع لي أن آخذ فرصة للحديث عن ينبع وآثارها وتاريخها ولكن فوجئت بعد إلقاء الكسرة أن المذيع يقول لي شكرا والآن ننتقل لفقرة الألعاب الشعبية !! وساعتها قمت من مكاني وتوجهت للمذيع وقلت له أنا جاي من ينبع عشان أقول هذه الكسرة !! يا أخي أعطيني فرصة للحديث فأشر لي بالابتعاد عنه لأنه لا يستطيع يكلمني بسبب المايك الذي على صدره ولكن ظللتُ أرفع يدي وأكلمه من بعيد حتى استجاب لي وأعطاني فرصة بسيطة للحديث عن مشاركة ينبع .

أشكر لكم تفاعلكم مع الحدث وهذه الآراء مجرد انطباع شخصي لا أكثر ولا أقل وكل عام وأنتم بخير .