السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
تابعت جل ما كتب عن الخطبة وتداخل الإخوة والبيان الذي صدر عن الشيخ فؤاد الجهني حول ماقيل في الخطبة .وللحق تحقق الهدف المنشود بالفائدة للقارئ والكاتب أيضا .
ومن باب المشاركة وجدت من الضروري التذكير بالتالي :
1 - المجالس مكان لكل قلم هدفه خدمة المجتمع .
2 - طرح المواضيع التي تخص المجتمع الينبعاوي بشكل خاص ومناقشتها وللكل حرية إبداء الرأي بعيدا عن التجريح أو الغلو بالسلب أو الإيجاب والالتزام في أدب الحوار .
3 - الاختلاف وارد بل مهم توفره بين المتداخلين (حيث وجوده يعد ظاهرة صحية تدل على مجتمع مثقف وواعي ) .
4 - أيضا أن تكميم الأفواه والقبول بالواقع مهما كان حاله تلك حياة تجاوزها مجتمعنا بفارق كبير .
وهنا أقول صراحة وبدون مجاملة لهذا او ذاك أنني لم اعهد ان كتبت هنا مهاجماً او مدافعاً لهذا المسئول او ذاك الشيخ لشخصه وإنما ما يصدر منه من قول او فعل تجاه المجتمع المكلف في خدمته .
الشيخ فؤاد قال خطبته وأصبحت الآن تخص المجتمع , ومن حق المجتمع أن يتناقل ويناقش هذه الخطبة كما هو الحال في واقع حياتنا العامة (عندما نجتمع مساء يوم الجمعة دائما يبدأ الحديث عن خطبة الجمعة مثلا: ماذا قال الخطيب ؟ خطيب مسجدنا اليوم أبدع في إيضاح مفاسد الاختلاط . وآخر يقول إمامنا اليوم لم يحضر ولكن حضر إمام آخر وخطب بنا جزاه الله خير لم يكن في خطبته ما يمكن الحديث عنه خلاف إمامنا الراتب الذي يتطرق لمواضيع وقضايا تهم المجتمع )
هذا حديث العامة عن خطبة الجمعة حيث لا ينقل الناس نص الخطبة وإنما مختصرات وفق علمهم وثقافتهم وليس في هذا عيب او قصور في أمور دينهم .
فخطبة الشيخ فؤاد أصبحت حديث المجتمع الآن ففيهم من يوافقه ويبارك نصحه ومنهم من لا يوافقه على الجرأة في الطرح .
ومن منطلق الحق المشروع للعامة وهم المستهدفين انتهى دور الشيخ فلا يضره من يقبل أو يرفض مضمون خطبته ونصحه .
ولكن كان بيان الشيخ وإرشاده حول ما قيل عن خطبته يدعو للوقوف :
1 - ما هو الهدف من كتابة وإصدار مثل هذا البيان هل قصد منه تبرير لخطاء ارتكبه أو إصرار على أن ما قام به هو الصواب . اعتقد آن هذا التصرف من إمام جامع ابن طلحة لم يوفق به والسبب ان الخطيب عليه النصح ومخاطبة العامة بما يعرف حتى لو جهله العامة فان أصاب له أجره وان أخطاء علي الجهة المختصة عن المساجد وأئمتها لفت نظره وإيضاح ما أخطاء به وتلافي تكراره في المستقبل .
2 - حمل البيان بلاغة وتبحر في علوم اللغة والدين وهذا يدل على سعة علمه وإلمامه في علوم الدين .ولكن يؤخذ على البيان تحامله على كل من نقد خطبته وكأن لسان حاله يقول (ينقصكم الكثير من العلم والمعرفة فكيف تظنون في ا نفسكم حكاماً على خطبتي ) .فهل نسي الشيخ انه ألقى خطبته في الجامع فان كان من بيان أو إرشاد أيضا مكانه الجامع .
وهنا سوف اذكر حادثة ليست بالبعيدة يذكرها البعض عندما وجد أحد أئمة المسجد النبوي الشريف عدم القبول والرضا من العامة ليس بسبب شرعي ولكن فقط من أجل صوته .
ماذا كان رد فعل فضيلته وهو الشيخ الجليل ذو المقام العالي بما يحمل من علم ابتعد في البداية عن إمامة الحرم في الصلوات الجهورية واقتصر على الخطبة في الأعياد حتى ابتعد نهائيا عن الإمامة وهذا والله هو العلم والعمل به فلم نشاهد فضيلته عبر أي وسيلة إعلامية يبرر لنفسه عدم حسن صوته او يعيب على العامة جهلهم وعلى الخاصة قصور إدراكهم بعلمه .