الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب أن يحمد ربنا وينبغي له ويرضى ..................................وبعد,
فإني قد اطلعت على ماكتبه الأخوة في هذا المنتدى من نقد لخطبة شيخنا فؤاد الجهني حفظه الله تعالى ,التي كانت يوم الجمعة الموافق 19/3/1431هــــ , واَ سفني حقيقة ماكتب بعضهم , فمنهم من نقد نقد متشفي ومنهم من نقد بإسلوب غير مناسب ومنهم ومنهم ...... , ولاأعلم هل يعرفون ضوابط النقد ؟ أم هل يعرفون حرمة الكلام في أعراض المسلمين بغير حق ولاسيّما الدعاة إلى الحق أم لا؟ أم أنه لحظ النفس من شهرة أو لزيادة في مشاركاته أو لأغراض أخرى تدل على سعة ذمة الناقد والله المستعان فإن كان كذلك فجديرأن يقال له : ماأنت بالحكم الذي ترضى حكومته ولابالسديد ولاذي الرأي والجدل , وأما الذي يريد أن ينقد نقداً علمياً بناءاً هادفاً يراد به خيراً فله طرق وهي أن ينصح الشخص سراً حتى يتبين له الأمر ,لأنه قد ينقد الشخص شيئاً يظنه خطأ ثم يتبن خلافه عند المراجعة , كيف والمنقود ليس بمخطئ؟ فيكون هذا جرماً عظيماً, فإن أبى الشخص وعلم أنه أخطأ ولايريد التراجع فهذا لابأس أن ينقد بل يجب أحياناَ , ولكن كما سبق لابد أن يراعي الإنسان في نقده هداية الخلق والشفقة عليهم لاالتشفي والكبر, قال ابن القيم رحمه الله :
واجعل لقلبك مقلتين كلاهما من خشية الرحمان باكيتان
لو شاء ربك كنت أيضاَ مثلهم فالقلب بين أصابع الرحمان
ويراعي الأدب في النقد وظوابطه , وهذا فيمن أخطأ , كيف والشخص لم يخطئ في هذا ؟ أم كيف والنقاد ليسوا من أهل النقد ؟سبحانك هذا بهتان عظيم يعظم الله أن تعودوا لمثله أبداَ إن كنتم مؤمنين , وشيخنا حفظه الله من المشائخ المعروفين بالصلاح والتقوى والعلم وتطبيق السنة فهو حقيقة ممن يفخر به لا ممن يبغض ويعادى, ومن لازمه عرف هذا كله , وهونعمة أسدلها الله سبحانه وتعالى إلى أهل ينبع وقد أنتفع به طلاب العلم كثيراَ وكذالك العامه فما أكثر ماصليت معه إلا وتجد سائل يسأل واَخر يستفسر وهذا إن دل لايدل إلا على ثقة الناس به وحبهم له ,فقد ورد في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وعلى اَله وسلم قال : <إذا أحب الله عبداَ نادى جبريل فقال إني أحببت فلاناَ فأحبوه , ثم ينادي جبريل في أهل السماء فيقول : إن الله أحب فلاناَ فأحبوه , ثم يوضع له القبول في الأرض > وليس المقام هنا مقام ترجمة للشيخ فالشيخ قدره أكبر من ذلك, هكذا أحسبه والله حسيبه ولاأزكي على الله أحداَ , وقد كنت ممن حضر خطبة الشيخ حفظه الله , ومن حضر ووعى ماقاله الشيخ عرف دقة فهم الشيخ وحسن إلقائه وبراعة إستهلاله ,فبدأ بخطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه, ثم تكلم بعد ذلك بذكر الأدلة التي تدل على جواز التكلم فيما يستحيا منه عادة في قول الحق لقوله تعالى : (والله لايستحيي من الحق )
ولحديث أم سلمة عندما جاءت أم سليم لرسول الله فقالت : إن الله لايستحيي من الحق ,هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت ؟ ......الحديث . وغير ذلك مما في القراَن والسنة مما يدل على ذلك , والمنصف يعرف أن هذه البداية تسهل إستيعاب المادة الملقاة على الناس مدعمة بالأدلة من القراَن والسنة ويسهل قبولها عند العامة وهذا يدل على فقهه وفهمه, وقليل من يصنع هذا فتأمل رعاك الله , ثم دخل الشيخ حفظه الله في صلب الموضوع وتكلم عن إتيان المرأة في دبرها كما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وعلى اَله وسلم من قبل فقال عليه الصلاة والسلام :< ملعون من أتى امرأة في دبرها > وكذلك تفصيله عليه الصلاة والسلام من ماعز رضي الله عنه عندما جاءه يريد إقامة الحد عليه , ولم يتعيب النبي عليه الصلاة والسلام من هذا ,وتكلم الشيخ عن إتيان المرأة في دبرها ووضح ذلك جيداَ حتى لايتوهم الناس شيئاَ اَخر لأن بعض الناس قد سمع من يقول يجوز إتيان المرأة من الخلف ويقصد القائل أي يأتيها من الخلف ويولج في مخرج الولد ويتوهم الناس أنه قصد الإيلاج في مكان الغائط فيضل ويضل وهذا غلط كما هو معروف ونبه على ذلك ابن القيم رحمه الله, ولذلك بيَن الشيخ وفصَل في ذلك وهذا من حرصه لتبيين الحق حفظه الله وأعلى شأنه, ثم تكلم عن العادة السرية وذكر أنها هي الإستمناء وبين حرمة ذلك وهو أمر شائع عند الشباب كما لايخفى عليكم , ثم تكلم الشيخ عن السَحاق وهو إتيان المرأة المرأة وهو معروف وموجود ولكنه قليل , حتى يعرفه الأباء ويهتموا برعاياهم ويرشدوهم لاجتناب هذا وماكان في معناه , لأنه يجهله كثير من الأباء ولايفطن له ولايتصوره ولذلك بينه الشيخ , وذكر الشيخ أن الأفضل أن تستر المرأة عند الجماع دبرها حتى تقطع وسائل الإيلاج , وذكرمايستر به ,فقال :إما الكلّوت وإما الكنسون ! وبيَن ذلك لأنه يوجد من لايعرف أحدهما ولذلك ذكرها جميعاَ وهذا من باب الحرص على توصيل العلم للناس وإلا يستطيع أن يكتفي بالظاهر, وماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :حدّثوا الناس بما يعرفون إلا من أجل هذا الصنف من الناس ,فلذلك حدثهم الشيخ بمايعرفون حتى لايفهم الناس شيئاً اَخر فيكذب الله ورسوله,ولوسألتهم عن الكتب التي تباع في الثقافة الجنسية لقالوا هذا لابأس به لأنه مفيد ينفع الناس في حياتهم مع أن هذه الكتب تباع في المكاتب ومنتشره بعلانية ولانكير , فلما تكلم الشيخ مرة واحدة عن هذا الموضوع الذي يحتاجه لاأقول قليل من الناس بل كثير منهم قالوا :هذا عيب ولاينبغي وشنعوا عليه, تلك إذاً قسمة ضيزى , وأذكر للمناسبة ماقاله الشيخ السدلان حفظه الله عندما جاء في ينبع وألقى محاضرة له ,وذكر أنه كان يدرّس الطلاب كتاب الطهارة , وبلغه أن من كبار السّن من العامة من يحذر منه ويتكلم فيه ويقول هذا يتكلم في أشياء قذرة وعيب أن تذكر اهـ , وهذا شأن العامة مع العلماء والمشائخ يهدون لهم الخير والصلاح والفلاح في الدنيا والأخرة ويقابلونهم الناس بالسوء والقدح والسّب , ولهذا قال بعض أهل العلم < ماأحسن أثر العلماء على الناس وماأقبح أثر الناس عليهم > ولاخير في قوم يستنقصون علمائهم ويسيؤن الظن بهم , بل يجب علينا محبة العلماء والذبّ عنهم والنصرة لهم ,كيف لا ! وهم حملة الدين ومبلغوا شريعة رب العالمين فجزاؤهم عند ربهم جنات النعيم , وليعلم أن هذا الدفاع ليس دفاعاً لشخص بعينه أو لحزب معين بل هو دفاع عن شريعة الله سبحانه وتعالى أن يفهمها الناس كما يريدون على خلاف أمر الله , ويتبع ذلك ضمناً الدفاع عن شيخنا الفاضل فله حق علينا ,ولن نستطيع إفاؤه حقه فالله أسأله أن يجزيه خيراً ,هذا ماأردت تبييّنه وماأريد إلا الإصلاح مااستطعت وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ,وصلى الله وسلم على رسول الله الأمين والحمد لله ربّ العالمين .