الشاعر والأديب الكبير الأستاذ أبا عماد



عجبا لذائقتك وذوقك وذكائك التي حللت بهم تلك الرمزية في المعنى الغامض في تلك الأبيات ومنها

فتزول الآه إن عدت وعادت .. نشوة المبتسم !
إنها لغز لهدف أسمى من أي تفسير وهو ما أشرت إليه
ياسيدي المفتدى
وهذه حكايتي الصامتة : تعلم أنني في عمر الصِبَا كنت أعمل خادما في
نظافة البيت الحرام ومهمتي هي جمع ريش الحمام من الحصوات فيه قبل كسوته بالرخام
وفي ذات ليلة قريبة وقبل مجيء لمصر واقامتي فيها عدة سنوات دخلت
إلى صحن الطواف وفوجئت ب ( ريشة حمامة ) يزحف بها النسيم الرقيق أمامي في مواجهتي
للكعبة الغراء وليس هناك حصوات كعهدي بها فتسارعت خطواتي وأمسكت
بها وكأنها تسألني عن أسباب ذلك الغياب واحتفظت بها مع وصيتي الخاصة
لأبنائي وتلك الأبيات ليست غزلا كغزل كعب ابن زهير في قصيدته :
أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهدى إليه بردته
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول .. متيمٌ إثرها لم يفد مكبول
إلى أن قال :
تجلو عوارض ذي ظلم اذا ابتسمت .. كأنه منهلٌ ( بالراح ) معلول
وأغبطك على بعد رؤيتك كيف لا .. وأنت الشاعر الفذ أقرأُك بكل أبعاد الشعر وقد سبقتني في الكشف عما أكن وبغاية نظيفة عن أي شبهة
وأسأل الله ببالغ عزته وجلال سلطانه أن تدوم رمزاً مضيئا في تاريخ الأدب وفي أحسن عافية وسرور