إفتقدناكم يا جار فالأنوار مغلقة والأبواب موصدة وليس في المكان ما يبعث الأنس في النفس ، فالحمد لله على السلامة وتبشرون بالنتائج الطيبة إن شاء الله تعالى .

هذه هو حال جدة شوارعها تذيقك الامرار ، وعند الإشارات يطول الانتظار ، الزحام في الليل والنهار ، نسأل الله ألا يكتب لنا فيها قرار .
تلك الضوضاء يا أبا سفيان التي تحدثت عنها أمر عجيب وقد أشعرتني بها وأنا أقرأ موضوعك هذا !!

ذكرتني . . . قبل سنوات كنت أهم بالخروج من جدة ولجت طريقـًا لا أدري من أين؟ ولا أين ذهب بي ؟ وليس لي علم كيف خرجت منه إلي يومنا هذا ، أرتال السيارات وأبواقها كانت تقودني ولست أقود نفسي ،ما يقارب ثلاث ساعات وأنا أستقبل شارعًا وأودع آخر وأركب رصيفـًا وأميل عن آخر !! وإن دلني أحدًا على مخرج حال الزحام بيني وبين ما أريد فأبدأ البحث من جديد، والغريب أعمى كما يقولون ، حتى أنه بقي بيني وبين البكاء شعرة !! وكنت أريد الخروج بسرعة فالأخبار قد سبقت بالبشرى فقد هطلت الأمطار على ينبع ، ولكن وبدون سابق إنذار وفجأة وجدت نفسى في طريق المدينة والحقيقة لا أدري هل أنا من جئت إليه أم هو الذي جاءني !!
وما أن بدأت أقترب من ينبع وبدأت في الأفق تلوح أنوارها قلت:
أنوار ينبع لنا بانت . . . والليل فيها أشوفه ضي
أمطار في أرضها سالت . . . سال وادي الفرع وإيلي

أديبنا أبو عماد يقول من طول الغيبات جاب . . . . نكمل الفراغ
من طول الغيبات جاب الغنايم إلا من جدة !!