عزيزي الكريم الأستاذ الشاهين
تحة طيبة وجعل جمعتكم مباركة إن شاء الله .
بحكم وجودنا بجوار هذا البيت العتيق والبلد الآمن الذي جعل الله أفئدة من الناس تهوي إليه واسمح لي أحدثك عن علاقاتنا بالحجيج مع أكثر من مئة جنسية واختلاطنا بهم أيام مكوثهم لعدة أشهر حتى يكتب الله عودتهم وذلك في زماننا القديم وتعلم أن الطوافة في مكة شرفها الله يتعلم منها الإنسان كثيرا من السلوكيات الإنسانية والأدبية والفنية .
كنت مدعواً إلى مهرجان الجنادرية بالرياض وكان بجانبي أديب عربي كبير علق على قصيدة محمد بن شلاح المطيري قائلا : ما لهذا الشاعر يلقي قصيدته بانفعال فرددت عليه ياأستاذ إذا عدنا إلى الفندق سوف أبرر لك هذا الأمر .
وعدنا فقلت له هنا موطن الشهامة والقداسة . في مكة المكرمه بنى الله فيها بيته المحرم وبعث منها رسوله العظيم وأنزل فيها كتابه العزيز في ليلة القدر ولا تنسى مجامع أسواق العرب عكاظ وذي قار والمجنة والمجاز أفلا ترى معي هذه القوى الإسلامية ولا تجد شجاعة العرب وآدابهم وعلومهم فسكت
لقد قرأ _ عميد الأدب العربي المرحوم طه حسين _شعر بديوان الوقداني ومافيه من حكم وبلاغة فقال : لو كتب الوقداني شعره بقواعد اللغة العربية لفرض وجوده كمتنبي عصره
وعلينا ألا نستنكر ما يتمتع به أبنا هذا الوطن في مدنه وقراه ثقافة أدب الحياة ومواقفهم في الكرم ولهذا يجب علينا الإعتزاز والإعتراف بممكنات وعي ذكي لأبناء حاضرته وباديته
والله يحفظكم